فهو عبادةٌ؛ لأنّه صدَقةٌ جارِيةٌ وهكذا من بنى الدار بِقدرِ الحاجة بالنِّيّة الصالحة أُجِر فيها، لكن من اشتغَل في تزيين القصور وبناءِ البُنيان كلَّ سَنة بلا حاجةٍ يَدخُل في هذا الحديث[1].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «النَّفَقة كلُّها في سبيل الله إلاّ البناءُ فلا خير فيه»[2]. قال الشيخ أحمد يار خان رحمه الله تعالى: إنّ بناء ما زادَ على الحاجة إسرافٌ[3].
وفي "تنبيه المغترين"[4]: قد مَرَّ سيّدي الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى على شخصٍ يَبني دارًا ويُحكِمها، فأَنشد يقول:
أتَبني بنـاء الخـالـدين ؟ وإنّمـا |
مقامُك فيها لو عَقَلتَ قليل |
لقد كان في ظلِّ الأَراكِ كِفايةٌ |
لمن كان يومًا يَقتَفيه رَحيل |