الدَّور الرابعِ وقد شَغَلَتْ في التكلُّم ولَمَّا انفَتَح بابُ المصعد وضَعَتْ قدمَها دُونَ النظرِ إليه فسَقَطَتْ من الدَّور الرابعِ على الأرض وماتَتْ ؛ لأنّ المصعدَ لم يكن يَصِل.
أيّها المسلمون: إنّ كثيرًا من الناسِ يُحِبّون الدنيا ويُؤثِرونها على الآخرة ويَطلبون مَتاع الدنيا ويَتَسَبَّبون في حُصوله بكلِّ الوجوه الْمُمكنة ويَصيرون بذلك من جُملة الْمُحِبِّين للدُّنيا والراغِبين فيها، وأمَّا الْمُحبّون للآخرة والْمُجتهِدون في الأعمال الصالحات والراغِبون في المغفرة والجنّة فعَدَدُهم قليل جدًّا. فيا من يُحبّ الإيوان والقُصور والبيوت ويُريدها ويَشتدّ حِرصه عليها وتَعظُم رَغبتُه فيها! اسمع إلى ما قال الله تبارك وتعالى في كتابه العظيم: ﴿كَمۡ تَرَكُواْ مِن جَنَّٰتٖ وَعُيُونٖ (٢٥) وَزُرُوعٖ وَمَقَامٖ كَرِيمٖ (٢٦) وَنَعۡمَةٖ كَانُواْ فِيهَا فَٰكِهِينَ (٢٧) كَذَٰلِكَۖ وَأَوۡرَثۡنَٰهَا قَوۡمًا ءَاخَرِينَ (٢٨) فَمَا بَكَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ﴾ [الدخان: ٤٤، /٢٥-٢٩].