عنوان الكتاب: كيف نتّصف بالرفق واللين؟

أيها الأحبة! إنّ الرفق واللّين نعمةٌ عظيمةٌ مِن نِعَم الله تعالى، مَنْ أعطاه الله إيّاها فقد تخلّق بالأخلاق الحسنة، فيحبّه الله تعالى والنّاس أيضًا يحبّونه، نستمع اليوم في هذا اللقاء الأسبوعي لبعض الحوادث والقصص والأحاديث والآثار المتعلّقة بالرفق واللين، فدعونا أوّلًا نستمع لقصّة إيمانيّة عذبة عن الرفق.

كيف أسلم حبر يهودي (زيد بن سعنة؟)

يروي لنا الصحابي سيدنا زيد بن سعنة رضي الله تعالى عنه قصّةَ إسلامه، حيث كان قبل إسلامه حبرًا يهوديًّا عالمًا بكتابهم، يقول: ذات يوم دَنَوْتُ إِلَى محمّد فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ! هَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنِي تَمْرًا مَعْلُومًا مِنْ حَائِطِ بَنِي فُلَانٍ إِلَى أَجَلِ كَذَا وَكَذَا؟

فقال : «لَا يَا يَهُودِي، وَلَكِنْ أَبِيعُكَ تَمْرًا مَعْلُومًا إِلَى أَجَلِ كَذَا وَكَذَا، وَلَا أُسَمِّي حَائِطَ بَنِي فُلَانٍ».

فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَبَايَعَنِي فَأَطْلَقْتُ هِمْيَانِي فَأَعْطَيْتُهُ ثَمَانِينَ مِثْقَالًا مِنْ ذَهَبٍ فِي تَمْرٍ مَعْلُومٍ إِلَى أَجَلِ كَذَا وَكَذَا.

فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ مَحَلِّ الْأَجَلِ بِيَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ أَتَيْتُهُ فَأَخَذْتُ بِمَجَامِعِ قَمِيصِهِ وَرِدَائِهِ، وَنَظَرْتُ إِلَيْهِ بِوَجْهٍ غَلِيظٍ فَقُلْتُ لَهُ: أَلَا تَقْضِيَنِي يَا مُحَمَّدُ حَقِّي! فَوَاللَّهِ مَا عُلِمْتُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَيِّئَ الْقَضَاءِ مَطْلٌ، وَلَقَدْ كَانَ لِي بِمُخَالَطَتِكُمْ عِلْمٌ وَنَظَرْتُ إِلَى عُمَرَ -رضي الله عنه- فَإِذَا عَيْنَاهُ تَدُورَانِ فِي وَجْهِهِ كَالْفَلَكِ الْمُسْتَدِيرِ، ثُمَّ رَمَانِي بِبَصَرِهِ.


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25