عنوان الكتاب: كيف نتّصف بالرفق واللين؟

فكيف بِمَن قال: "سبحان ربّي الأعلى"[1].

فضائل الرفق

أيها الأحبّة! يجب أنْ نقدّم الدعوة بحنانٍ وحُبٍّ ولينٍ؛ لأنّنا عندما نقدّم الدعوة بهذه الأسلوب فسيكون كلامُنا مؤثِّرًا، وأمّا الشخص الّذي ننصحه فيستمع إلينا بعنايةٍ، ويحاول العمل بالنصائح، وقد جعل الله تعالى لين قلب سيدنا رسول الله من رحمته، فقال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡ] آل عمران: ۱۵۹[.

وقد ذكر في هذه الآية أخلاق سيدنا الرسول الكريم ، فقال تعالى: أيها الحبيب! ما أعظم رحمة الله عليك لقد جعلك عطوفًا رقيقًا حنونًا سمِحًا ليّنًا! حتّى أنّك لم تعبّر عن الغضب يومَ أُحدٍ رغم أنّك قد عانيتَ الكثير من الآلام في ذلك اليوم، ولو كنتَ فَظًّا جافيًا وعاملتَ النّاسَ بقسوةٍ لكان هؤلاء قد ابتعدوا عنك، فيا أيّها الحبيب ! اعف عنهم واستغفر لهم حتّى يغفر اللهُ لهم بشفاعتك[2].

أهمية الرفق

أيّها الإخوة! علينا بالرفق واللّين مع المؤمنين وغيرهم؛ لأنّ كما يصهر الذهب فيتحوّل إلى حليّ، ويلين الحديد ليصبح سلاحًا، وتلين


 

 



[1] "تفسير النسفي"، ص ۶۹۲، ] طه: ۴۴[.

[2] "تفسير صراط الجنان"، ۲/۸۰، تعريبًا من الأردية.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25