عنوان الكتاب: عقاب الظلم

طريق وقت الظهيرة وقتل صديقي وأخذ جميع المال والمتاع وربطني بحبل ثمّ طرحني على الأرض وهرب ثمّ بعد ذلك حركت أعضائي فقطعت الحبل ومشيت على الأرض ولكن ضيعت الطريق بسبب الحزن فلمّا أظلم الليل رأيت ضوءاً من بعيد فمضيت حتّى انتهيت إلى خيمة فناديت بسبب شدة ظمئي: العطش! العطش! فخرج من هذه الخيمة ذلك الرجل الذي كان قتل صديقي فلمّا أراد أن يضربني بسيفه منعته زوجته من القتل ولكن لم يطعها وأخذني إلى البرية ثمّ جذبني إليه فإذا أنا تحته وهو فوقي واستخرج سيفه فلما أراد أن يقتلني ظهر أسد وأخذه وافترسه ثمّ غاب عن عيني فحمدت الله على ذلك المدد الغيبي ، أيّها الإخوة ! أرأيتم كيف أنّ الظلم من المهلكات العظيمة وينتقم الله من الظالمين ويسلبهم نعمه فقد روي عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((إنّ الله ليملي للظالم حتّى إذا أخذه لم يفلته)) قال: ثمّ قرأ: ﴿وَكَذَٰلِكَ أَخۡذُ رَبِّكَ إِذَآ أَخَذَ ٱلۡقُرَىٰ وَهِيَ ظَٰلِمَةٌۚ إِنَّ أَخۡذَهُۥٓ أَلِيمٞ شَدِيدٌ﴾ [هود: ١١/١٠٢][1].


 



[1] أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب التفسير، ٣/٢٤٧، (٤٦٨٦).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36