أيّها المسلمون! في القصة السابقة عبرة لمن يشتغلون بالإرهاب والعنف وانتهاك حقوق الإنسان وإهانة كرامتهم وقتل الأبرياء واعلموا أنّ الاعتداء على الإنسان هو أشدّ حرمة وأعظم إثماً وأغلظ عقوبة وأسوأ عاقبة في الدنيا والآخرة لما فيه من معصية لله ورسوله وتضييع لحقوق الناس.
قال الإمام الجرجاني في كتابه "التعريفات": الظلم: وضع الشيء في غير موضعه وفي الشريعة: عبارة عن التعدي عن الحق إلى الباطل ، وهو الجور[1].
وقد سمعتم في القصة المتقدمة أنّ قاطع الطريق كان يقتل الناس بغير حق ويروعهم بالنهب والسرقة فقد عجلت عقوبته في الدنيا قبل الآخرة ولا نعلم ما حاله في قبره ؟ لأنّ قتل النفس بغير حق من المهلكات العظيمة التي تستحق العقوبات الشديدة: قال أبو الحكم البجلي رضي الله عنه:
[1] "كتاب التعريفات"، باب الظاء، صـ١٠٢، للإمام علي بن محمد بن علي الجرجاني الحسيني الحنفي ويعرف بـ"السيد الشريف" المتوفى سنة ست عشرة وثمان مئة هجرية، عالم حكيم مشارك في أنواع من العلوم ولد بـ"جرجان" وتوفي بـ"شيراز"، وله نحو خمسين مصنفاً.