عنوان الكتاب: جمال وجه رسول الله ﷺ

يتردّدوا في التضحية بأرواحهم في الدفاع عنه، وكم أسلم أناسٌ بمجرد رؤية وجهه الجميل المستنير معجبًا به ، لا شكّ أنّ سيدنا النبي محمّدًا  سيّد الأولين والآخرين وخير الخلائق أجمعين.

نعم لقد خلق الله تعالى كلَّ الأشياء الجميلة، وأعطى الكون الحسن والجمال وفضّل سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام عليه بحسنٍ زائدٍ فكان أحسن من جميع الخلق، وكان جمال نبي الله تعالى سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام على درجةٍ أنّه لما رآتْه نساء مصر انبهرْنَ بجماله فقطّعْنَ أيديهنّ وهنّ لا يشعرْنَ بالوجع والجرح أمام سكرة النظر والنشوة بهذا الجمال وقد وصف الله تعالى هذه القصة في القرآن الكريم بقوله: ﴿فَلَمَّا رَأَيۡنَهُۥٓ أَكۡبَرۡنَهُۥ وَقَطَّعۡنَ أَيۡدِيَهُنَّ وَقُلۡنَ حَٰشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا مَلَكٞ كَرِيمٞ ٣١ [يوسف: 31].

قال المفتي محمّد نعيم الدين مراد آبادي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: لأنّهنّ رأيْنَ أنوار النبوّة والرسالة، وعلامات التواضع، والبساطة والوقار، والرزانة والحلم، وشاهدْنَ زهده في الأطعمة الشهية، والوجوه الجميلة فدهشْنَ وامتلأتْ قلوبهنّ باحترامه وتقديره ووقعْنَ في حبِّ سيدنا يوسف لدرجةٍ أنّهنّ نسيْنَ أنفسهنّ وانشغلْنَ به عن كلِّ شيءٍ فلم يشعُرْنَ بألم قطع أيديهنّ أصلًا[1].


 

 



[1] "تفسير خزائن العرفان"، ص ۴۴، [يوسف: ۳۱]، تعريبًا من الأردية.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

24