يقال: إنّ الأرض تُنادي كلّ يومٍ خَمس مرّات: أوّلُ نداء تقول: يا ابن آدم تمشي على ظَهْري ومصيرُك إلى بَطْني. والثاني تقول: يا ابن آدم تأكل الألوان على ظهري وتأكلك الديدانُ في بَطْني. والثالثُ تقول: يا ابن آدم تَضْحَك على ظَهْري فسوف تبكي في بَطْني. والرابع تقول: يا ابن آدم تَفْرَح على ظَهْري, فسوف تَحْزَن في بَطْني. والخامس تقول: يا ابن آدم تُذْنِب على ظَهْري فسوف تُعذَّب في بَطْني([1]).
وروي أنّ الرُّوْح إذا خَرَجت من الْجَسَد ومَضى عليها سبعةُ أيّام تقول: يا ربِّ عزّ وجلّ اِئْذَن لي حتّى أَنْظُر إلى جَسَدي ما حاله؟ فيُقال لها: اِذْهبي فتَأتي الروح إلى القَبْر فتَنْظُر إليه من بعيد, فتراه مُتغَيِّراً يسيل من مَنْخَره ماء ومن فمه ماء ومن عَينَيْه ماء ومن أذنيه ماء فكأنّه في وَسْط لُجَّة فتقول له: صِرْتَ إلى هذا الحال بعد نَضَارة جِسْمك، ثم تَمْضي حتّى إذا كان بعد سبعة أيّام أُخَر تقول: يا ربِّ عزّ وجلّ اِئْذَن لي حتّى أَنْظُر إلى جسَدي ما حالُه؟ فيقول الله تعالى: اِذْهبي فتَأتي إلى القَبْر فتَنظُر إليه من بعيـد فتراه قـد تَغيَّر وقـد صار الماء الـذى فيـه صديداً والذي فـي عَيْنَيـْه قَيْحاً والـذي فـي أَنْـفه دمـاً، فتقـول لـه: صِـرْتَ إلـى