أيها المسلمون: خُذُوْا من ذلك عبرةً، فإنّ العاقل من انتفع بالْمَوْعظة وأخَذ حذره، فحاسبوا أنفسَكم قبل أن تحاسبوا ومهِّدوا لها قبل أن تعذَّبوا، فإنّ الكيِّس من دانَ نفسَه وعمل لما بعد الموت وإلاّ فالقبر لا يراعي من دخل فيه سواء كان غنيّاً أو فقيراً وزيراً كان أو مُشيراً حاكماً كان أو محكوماً, مُوظِّفاً كان أو عاطلاً سيّداً كان أو عبداً, طبيباً كان أو مريضاً, مُقاولاً كان أو عاملاً, إن نقص عنده شيء من زاد الآخرة بتأخير الصَّلَوات عن وَقْتها أو تَرْك صيام شهر رمضان المبارك بدون عُذر شرعي أو الامتناع عن أداء الزكاة المفروضة أو عدم الحجّ مع الاستطاعة أو اقتراف الذنوب من الكَذِب والغيبة والنميمة وعُقوق الوالدين وانغمس في الذنوب والمعاصي واتباع الشهوات ومشاهدة الأفلام والْمَسْرَحيّات وجمع المال من المكاسب المحرمة فلا يَحْصُل له سوى الحسرة والنَّدَامة، ويبوء بمعصية الله وسخطه، وعليه غضب الله ورسوله صلّى الله تعالى عليه وسلّم، وأمّا من أدَّى الفرائض مع الالتزام بالنوافل ونشر دعوة الإسلام في كلّ مكان، وتعلَّم القرآن وعلّّمه ولم يتردّد في الدعوة إلى الله تعالى فسيخوض في بحار الرحمة في قبره إلى يوم القيامة بإذن الله تعالى، وتنفجر فيه ينابيع رحمة سيّد الأنام مصباح الظلام حبيب الملك العلام عليه أفضل الصلاة والتسليم.