إذ انكشف له أنّ العَدُوّ قد أشرَفَ على المسلمين فنادى عمرُ قائدَ الجيش فبَلَغَ صوتُهُ إليه في ذلك الوقت وسمِعَ ساريَةُ كلامَهُ وبينهما مَسِيْرَةُ شَهْرٍ فتَحرَّز منْ مَكَامِن العَدوّ القَابعَة خلفَ الجبلِ في تلكَ السَّاعة.
روي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: إنّ أمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه بعَث جيشًا وأمَّر عليهم رجلاً يدعى ساريةَ، فبينما عمر يخطُبُ يوم الجمعة فعرَض في خطبته أن قال: «يا ساريةُ الجبَل من استرعَى الذئبَ ظلَم». فالتفتَ الناسُ بعضُهم لبعضٍ فقال لهم سيّدنا عليٌّ رضي الله تعالى عنه: ليخرجنّ ممّا قال. فلمّا فرَغ سأَلوه فقال: وقع في خَلَدي أنّ المشركين هزَمُوا إخوانَنا وإنّهم يمُرُّون بجبَل، فإن عدَلوا إليه قاتَلوا من وجه واحد، وإن جاوَزوا هلَكُوا، فخرَج منّي ما تزعُمُون أنّكم سمعتموه. قال: فجاء البشيرُ بعد شهر فذكَر أنّهم سمعوا صوتَ عمر رضي الله تعالى عنه في ذلك اليوم قال: فعدَلْنا إلى الجبل ففتَح الله علينا([1]).