عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

إذ انكشف له أنّ العَدُوّ قد أشرَفَ على المسلمين فنادى عمرُ قائدَ الجيش فبَلَغَ صوتُهُ إليه في ذلك الوقت وسمِعَ ساريَةُ كلامَهُ وبينهما مَسِيْرَةُ شَهْرٍ ­­فتَحرَّز منْ مَكَامِن العَدوّ القَابعَة خلفَ الجبلِ في تلكَ السَّاعة.

روي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: إنّ أمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه بعَث جيشًا وأمَّر عليهم رجلاً يدعى ساريةَ، فبينما عمر يخطُبُ يوم الجمعة فعرَض في خطبته أن قال: «يا ساريةُ الجبَل من استرعَى الذئبَ ظلَم». فالتفتَ الناسُ بعضُهم لبعضٍ فقال لهم سيّدنا عليٌّ رضي الله تعالى عنه: ليخرجنّ ممّا قال. فلمّا فرَغ سأَلوه فقال: وقع في خَلَدي أنّ المشركين هزَمُوا إخوانَنا وإنّهم يمُرُّون بجبَل، فإن عدَلوا إليه قاتَلوا من وجه واحد، وإن جاوَزوا هلَكُوا، فخرَج منّي ما تزعُمُون أنّكم سمعتموه. قال: فجاء البشيرُ بعد شهر فذكَر أنّهم سمعوا صوتَ عمر رضي الله تعالى عنه في ذلك اليوم قال: فعدَلْنا إلى الجبل ففتَح الله علينا([1]).

 



([1]) ذكره التبريزي (ت ٧٤١ هـ) في "مشكاة المصابيح"، كتاب أحوال القيامة وبدء الخلق، باب الكرامات، الجزء الثالث، ٢/٤٠١، (٥٩٥٤)، وأحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢هـ) في "الإصابة في تمييز الصحابة"، حرف السين المهملة، ٣/٥، والبيهقي (ت ٤٥٨هـ) في "دلائل النبوة" ٦/٣٧٠.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259