عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

نشأتْ بالأسماء المختلفة. [3] والعمل بالمراسم المحرَّمة. فينبغي بل ويتأكّد على كلّ مسلم أن يكون على بصيرة من دينه وبيِّنة من أمره؛ ليعرِف ما هو الإسلام وما هي نَواقضه حتّى يحذَر منها ومن أهلها، وينبغي أن يجتنب مجالسة رِفاق السوء ويبحَث عن رفقة صالحة تُعينه على طاعة لله ورسوله صلّى الله تعالى عليه وسلّم ويجب أن يحترز من الرُّسُوم التي لا تَتَّفق مع القرآن والسنّة وتفضي إلى الخذلان والهلاك وينبغي أن يصبِر على اتّباع السنّة عند غلَبة الفساد؛ لأنّه حينئذ لا يجد المتمسّكُ بالسنّة من يُعينه بل يجد من يؤذيه ويُهِيْنه فبصبرِه على ما يَناله بسبب التمسّك بالسنّة من الأذى يجازَى برفع درجاته إلى منازل الشهداء، فقد قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «من تمسَّك بسنّتي عند فساد أمّتي فله أجرُ مئة شهيد»([1])؛ لأنّ من يأتي السنّة حينئذ كالمجاهد المقاتل في الغَزواتِ والصبرُ على إتيان السنّة أشقّ من الصبر في المعركة؛ إذ البليَّة إذا عمَّتْ طابت وإذا خصّت أتعبت وشقّت([2]).

 



([1]) ذكره الشيخ محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي (ت ٧٤١هـ) في "مشكاة المصابيح"، كتاب الإيمان، باب الاعتصام بالكتاب والسنة، ١/٥٥، (١٧٦)، والبيهقي (ت ٤٥٨هـ) في "الزهد الكبير"، صـ١١٨، (٢٠٧).

([2]) ذكره الشيخ أحمد يار خان النعيمي (ت ١٣٩١هـ) في "الحياة الإسلامية"، صـ١٢-١٦، ملخصًا، وانظر "بريقة محمودية".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259