رضي الله تعالى عنه، فجاء عمر إلى أبيه فعزَّاه به، وقال: ألا آذنتني؟ قال: يا أمير المؤمنين، كان اللّيل. قال عمر: فاذهبوا بنا إلى قبره. فأتى عمر ومن معه القبر. فقال عمر: يا فلان ﴿`yJÏ9ur t$%s{ tP$s)tB ¾ÏmÎn/u Èb$tF¨Zy_﴾ [الرحمن: ٥٥/٤٦]. فأجابه الفتى من داخل القبر: يا عمر قد أعطانيهما ربّي في الجنّة مرّتين([1]). يتبيَّن منه أنّه من كان شديد الخوف والخشية من الله تعالى فله جنّتان ويستظلّ يوم القيامة بظلِّ الرحمن، يومَ لا ظلَّ إلاّ ظلّه فقد روي عن موسى بن يَسَار: أنّ سيدنا سلمانَ رضي الله تعالى عنه كتَب إلى سيدنا أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه: إنّ في ظلّ العَرْش رجلاً نشَأ فكانت صحبتُه وشَبَابُه وقوّتُه فيما يحبّ الله ويَرضاه من العمل. ورجلاً ذكَر الله ففاضت عيناه من الدَّمْعِ من خشية الله([2]). وكان سيّدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يبكي من شدّة الخوف والخشية من الله تعالى. قد روي عن سيدنا عبد الله بن عيسى رضي الله تعالى عنه قال: كان في وجه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه خطَّان أسوَدان من البكاء([3]).