أيها المسلمون: إنّ سيدنا عمر رضي الله عنه كانت له المكانة العالية والمنـزلة الرفيعة وقد أعطاه الله من القدرة التي يقدر بها على التصرّف في الظاهر والباطن. قال الإمام السُّبكي رحمه الله تعالى: إنّ الأرض زُلزِلت في زمن عمر رضي الله تعالى عنه فحمد الله وأثنَى عليه والأرضُ ترجُفُ وترتَجُّ ثمّ ضرَبها بالدِّرَّة وقال: استقرِّي، ألم أعدِلْ عليك فاستقرَّت من وقتها([1]).
أيها المسلمون: كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتمنّى الشهادة في سبيل الله ويدعو ربَّه لينال شرَفها: اللَّهمَّ ارْزُقني شهادةً في سبيلك واجعَل موتي في بلَد رسولك([2]). وفي ذات يوم وبينما كان يؤدِّي صلاة الفجر بالمسجد طعَنه أبو لُؤْلُؤَة المجوسي عدّة طعَنات في ظهره أدَّتْ إلى استشهاده ليلة الأربعاء لثلاث ليالٍ بَقِيْن من ذي الحِجَّة سنَةَ ثلاث وعشرين من الهجرة ولَمّا علم قبل وفاته أنّ الذي طعَنه ذلك المجوسي حمِدَ الله أن لم يقتُله رجل سجَد لله سجدةً ودفن إلى جِوَار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأبي بكر الصديق رضي الله عنه في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي في المدينة المنوّرة([3]).