عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

وكانوا يستشعرون الخوف من الله تعالى، فما بالنا نحن نرتكب المعاصي ونتجرَّأ عليها، ولا نخشى لومةَ لائم، ولا نخاف من العُقوبة، بل ننسَى الذنوبَ ونذكُر الأعمالَ الصالحة.

أيها المسلمون: السعيد من يعمَل الصالحات ثم يَنْساها ويذكُر ذنوبَه ويُحاسب نفسَه بالتقصير في طاعة ربّه، ويخاف من الله تعالى في كلّ حال وحين ويشُدّ يده على امتثال الكتاب والسنّة والطرق الْمُوْصلَة إلى ذلك، وهي اتِّباعُ السلَف رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، لأنّهم أعلم بالسنّة منَّا، إذْ هم أعرَف بالمقال، وأفقَه بالحال، نقل حجّة الإسلام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى: أنّ سيدنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان يضرب قدَمَيْه بالدِّرَّة إذا جنه الليل، ويقول لنفسه: ماذا عملت اليوم؟([1]). وهذا سيدنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه من العشرة المبشَّرين بالجنّة وكان أفضَل الناس بعد سيّدنا أبي بَكْر الصِّدِّيق رضي الله تعالى



([1]) ذكره الغزالي في "إحياء العلوم"، كتاب المراقبة والمحاسبة، بيان حقيقة المراقبة ودرجاتها، ٥/١٣٧.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259