وروي عن سيدنا مُجمِّع رحمه الله تعالى أنّه رفَع رأسه إلى السَّطْح فوقَع بصَره على امرَأة فجعَل على نفسه أن لا يَرْفَع رأسه إلى السماء ما دام في الدنيا([1]). مع أنّ نظرة الْمُفاجأَة التي هي النظرة الأولى مُباحَة ولكنّ الورع الذي يمنع التساهل مع النفس إذا ما قصّرتْ ولو عن غير قصد فيؤدِّيها بما لا يهلكها.
ولقد كان السلف أعدَل الناس، وأعبدهم، وأخشاهم ﷲ تعالى ومع ذلك كانوا أشدّ الناس خوفاً من الله تعالى، بل إنّهم يصلّون ويصومون، ويتصدّقون، ويجتنبون الذنوب، ومع ذلك يخافون أن لا يُتقبّل منهم، فإذا كان هؤلاء الصالحون المصلّون المكثِّرون للخيرات يخافون أن لا تُقبل أعمالُهم، فكيف بالمقصِّرين؟! بل كيف بالذين لا يصلّون، ولا يصومون، ولا يعرفون لأحكام الله حُرْمةً، ولا يذكرون اﷲ، ولا يجتنبون الذنوب، ولا يحاسبون أنفسَهم ولا يتفكّرون في الآخرة؟!