فسمعتُه وهو يقول وبيني وبينه جدار، وهو في جوف الحائط: عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، بَخٍ بَخٍ! والله، لَتتَّقيَنَّ الله أو لَيُعذِّبنَّك([1]). وقال سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه: «حاسِبُوْا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبوا»([2]).
فينبغي على كلّ مسلم أن يُحاسب نفسه على جميعِ حرَكاتها وسكَناتها، كما يفعل التُّجّار في الدنيا مع الشّرَكاء في آخر كلّ سنَة أو شهر أو يوم حِرْصاً على الدنيا، فينظُر في رَأسِ المال وفي الرِّبْحِ والْخُسْران لِيَتبيَّن له الزِّيادة من النقصان، فكذلك لا بدّ من مُحاسَبة النفس على الأعمال السابقة، ليتَّقي المسلم غَبْن النفس ومَكْرَها؛ لأنّها خَدّاعة، مُلبِّسَة مَكَّارة، تُقدِّم إليه طُغيانَها في لباس الطاعة، ويحاسب نفسه فيما سبَق من تقصيره، ويُدبِّر في دَفْعه، ويتذكَّر تقصيره، كما كان يفعل الصالحون رحمهم الله تعالى. وروي أنّ عامّة صلاة الأحنَف بن