إنّ عباد الله الصالحين يراقبون في كلّ مكان ويُحاسبون أنفسَهم أشدّ من مُحاسَبة الشريك شريكَه، ويخافون ربَّهم، ولا يغفلون عن ذِكْر الآخرة لَحْظَةً. إنّ سيدنا الإمام زينَ العابدين رضي الله تعالى عنه كان في عهد الْحَجّاج بن يوسف مُكَبَّلاً بالحديد، فلمّا جاءه سيّدُنا الإمام الزُّهْري رضي الله تعالى عنه يَتوجَّع له ويقول: يعزّ علَيّ يا ابن رسول الله أن أراك على مثل هذه الحالة فلمّا رأى زينُ العابدين رضي الله تعالى عنه شدّة حُزْنه وبُكائه قال: «يا زُهرِي لا تَجْزَع، ولا تَحْرِمني الأجر على مصيبتي، فإنّ هذا الحديد لا يؤذيني، بل يذكِّرُني الآخرةَ، وإن شئتُ تحرَّرْتُ منه، ثم نزَعَه من رجله ووضَعه بين يديه»([1]).
وقال سيدنا الحسن البصري رحمه الله تعالى: المبادَرة المبادَرة، فإنّما هي الأنفاس لو حبستْ عنكم انقطعت عنكم أعمالُكم التي تتقرّبون بها إلى الله عزّ وجلّ، رحم الله اِمْرءً نظَر