عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

أيها المسلمون: إنّ كلَّ نفس ذائقةُ الموت، ولن يؤخِّر الله نفساً إذا جاء أجلُها وقد روي في الأحاديث: أنّ القبر يقول للميت حين يُوْضَع فيه: وَيْحَك يا ابن آدم ما غرَّك بي؟ ألَم تعلَم؟ أنا بيتُ الفتنة وأنا بيت الظُّلمة وأنا بيت الوَحْدة وأنا بيت التُّراب وأنا بيت الدُّود، فإن كنتَ في حياتك لله مُطيعًا كنتُ عليك اليوم رحمةً، وإن كنتَ لربِّك في حياتك عاصيًا فأنا عليك نِقْمةٌ، أنا البيت الذي من دخَله مُطيعًا خرَج منه مسروراً، ومن دخَله عاصيًا خرَج منه مثبوراً، ويَضْغَط القبرُ كلّ واحد منّا فضَغْطَة القبرِ على الْمُطيع برِفْق كالأمّ الشفيقة ضَمَّت الولدَ إذا غاب عنها، ثم قدِم عليها، ولكن من كان عاصيًا لله ضَمَّه القبر بعُنْف كضَغْطة الصَّخْرة على البَيضة، ويضيق عليه حتّى تختلف أَضلاعُه، حتّى تدخُل اليُمنَى في اليُسرى، واليسرى في اليمنى. وروي: يوم القيامة مقداره خمسون ألف سنة، وتُدْنَى الشمسُ




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259