عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

عليه وسلّم: «من سمع بالدَّجَّال فليَنْأَ عنه فوالله إنّ الرجل لَيَأتيه وهو يحسبُ أنّه مؤمن فيتَّبعُه ممَّا يبعث به من الشُّبُهات أو لما يبعث به من الشبهات»([1]).

أيها المسلمون: من يسُبُّ أصحابَ النبي صلّى الله تعالى عليه وسلّم فهو يخسَرُ الدنيا والآخرة بل إنّ الله تعالى قد يجعَله عبرةً للآخرين، نقل الإمام ابن الجوزي عن خَلَف بن تميم رضي الله عنه قال: سمعتُ بشيراً أبا الْخَصِيْب قال: كنتُ رجلاً تاجراً مُوسِراً وكنت أسكُن مدائن كِسْرى، فأتاني أجيري فذكر أنّ في بعض خانات المدائن رجلاً قد مات وليس يوجد له كفن فأقبَلتُ حتّى دخلت ذلك الخانَ فدفعت إلى ميت مُسَجًّى وعلى بَطْنه لَبِنَة ومعه نفَرٌ من أصحابه فذكروا من عبادته وفضله فبعثت أشتري الكفَن وغيره وبعَثتُ إلى حافر يَحْفِرُ له وهيَّأْنَا له لَبِنًا وجلَستُ أسخِّن له ماء لنغسِّله، فبينا نحن كذلك وثَب الميتُ وثبةً فندَرت اللبنة عن بطنه وهو يدعو بالوَيل والثّبُور والنار، قال: فتصدَّع أصحابه عنه. قال: فدنَوتُ حتّى أخَذتُ بعَضُده وهززته ثم قلت: ما أنت؟ وما حالك؟ قال: صحِبْتُ مَشْيَخَةً من أهل الكوفة فأدخلوني في رأيهم في سبّ أبي بكر



([1]) أخرجه أبو داود في "سننه"، ٤/١٥٧، (٤٣١٩)، وأحمد في "مسنده"، ٧/٢٢٢، (١٩٩٨٨)، والحاكم في "المستدرك"، ٥/٧٤٠، (٨٦٦٠).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259