وعمر والبراءة منهما، قال: قلت: استغفر الله ثم لا تَعُد، قال: فأجابَني: وما ينفَعُني وقد انطلَق بي إلى مَدْخَلي من النار فأَريتُه وقيل لي: إنّك سترجع إلى أصحابك فتحدِّثهم بما رأيتَ ثم تعود إلى حالك فما انقضت كلمته حتّى مالَ ميتاً على حاله الأوّل، قال: فانتظرت حتّى أتيت بالكفن فأخذته ثم قمت، فقلت: لا كفنته ولا غسلته ولا صلّيت عليه ثم انصرفت فأخبرت بعد أنّ القوم الذين كانوا معه كانوا على رأيه وتولّوا غسله ودفنه والصلاة عليه وقالوا: ما الذي أنكرتم من صاحبنا؟ إنّما كانت خَطْفَة من الشيطان تكلَّم على لسانه. قال خلف: قلت: يا أبا الخصيب هذا الذي حدَّثتني شهدته؟ قال: بصر عيني وسمع أذني، قال: فأنا أؤدِّيه إلى الناس([1]).
عن العلاء بن موسى قال: حدَّثني أبي قال: خرج رجل من مُسَالِمَة مصرَ إلى المدينة في خلافة عمر بن الخطاب، فلما أمسى عليه الليلُ وهو في مسجد النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: رحِمَ الله من يضيِّفني الليلةَ فأخَذ عمر بيده فانصرف به فأدخَله منـزله، فأوقَد عليه سِراجًا وقدَّم إليه أقراصًا من شعير ومِلْحًا