ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى سيدنا رَسُولِ اللهِ ﷺ فقال: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ.
فقال حبيبنا رَسُولُ اللهِ ﷺ: «وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، مَا مَنَعَكَ يَا أُبَيُّ! أَنْ تُجِيبَنِي إِذْ دَعَوْتُكَ؟».
فقال: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي كُنْتُ فِي الصَّلَاةِ.
قال: «أَفَلَمْ تَجِدْ فِيمَا أَوْحَى اللهُ إِلَيَّ أَنْ ﴿ٱسۡتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا يُحۡيِيكُمۡ﴾ [الأنفال: ٢٤].
قال: بَلَى، وَلَا أَعُودُ إِنْ شَاءَ اللهُ.
قال: «أَتُحِبُّ أَنْ أُعَلِّمَكَ سُورَةً لَمْ يُنْزَلْ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الفُرْقَانِ مِثْلُهَا؟».
قال: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ.
فقال رسولُ اللهِ ﷺ: «كَيْفَ تَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ؟».
قال: فَقَرَأَ أُمَّ القُرْآنِ.
فقال رسولُ اللهِ ﷺ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ، وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ، وَلَا فِي الزَّبُورِ، وَلَا فِي الفُرْقَانِ مِثْلُهَا، وَإِنَّهَا سَبْعٌ مِنَ الْمَثَانِي، وَالقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُعْطِيتُهُ»[1].