هل يكون الداءُ دواءً؟
رُوي أنّ سيدنا أبا القاسم الجنيد البغدادي رحمه الله قال: أَرِقْتُ ليلة فرمت السكون، فما وجدتُه، ثمّ اجتهدتُ في قضاء وردٍ لي فلم أقدر، ثمّ حرصتُ على دراسةِ شيءٍ مِن القرآن فلم أقدر، ووقع بي انزعاجٌ شديدٌ، فأخذتُ ثوبي على كتفي وخرجتُ، وذاك آخِر الليل، فلمَّا توسطتُّ الدرب عثرتُ بإنسانٍ ملتفٍّ في عباءة، فرفع رأسه وقال: إلى الساعة؟
فقلتُ: سيّدي! عن موعد تقدّم؟
قال: لا، ولكنّي سألتُ مُحَرِّكَ القلوب أنْ يُحَرِّكَ قلبك.
فقلتُ: قد فعل، حاجة؟
قال: نعم.
قلتُ: ما هي؟
قال: يا أبا القاسم! متى يكون الداءُ دواءً؟
فقلتُ: إذا خالفت النَّفسُ هواها صار داؤُها دواؤها.
فتنفَّس، وقال: قد أجبْتُها بهذا الجواب الليلة سبع مرات، فقالَتْ: لا، أو أسمعه مِن جُنَيدِها، قد سمعتُ منه.
ثمّ قضى، فما رأيتُه بعد ذلك[1].