لقد أثنى الله تعالى في هذه الآية الكريمة على مَن يبتعد عن اتّباع الشهوة وبشّرهم بالجنّة، فعن سيدنا أبي سليمان الداراني رحمه الله قال: تركُ شهوةٍ مِن شهوات النفس أنفع للقلب مِن صيام سنة وقيامها[1].
أيها الإخوة! ثمَّ إنّ هناك فضائل كثيرة في الابتعاد عن شهوات النَّفس حتّى أنّ مَن أغلق أبواب الشهوات على نفسه أكرمه الله بنعمة الجنّة، فيجب علينا أيضًا ألّا نحرم مِن هذه النعم، ولنبذل قصارى جهدنا لتجنّب شهوات النفس مِن أجل الحصول على الجنّة ونِعَمِها الأبديّة، والأسباب التي تؤدّي إلى اتَّباع الشهوةكثيرة ومتنوّعة لكن دعوني أذكر لكم خمسة منها مع علاجها حتّى يسهل تجنّب هذه المهلكات:
(١) سرعة التأثّر بالآخرين
عند سماع مدح شيءٍ ما أو رؤيته لدى الآخرين، يحرص كثيرٌ من النَّاسِ أشدّ الحرص على أنْ يكون لديهم هذا الشيء أيضًا أو مثله؛ كالهاتف المحمول الجيّد مثلًا أو الكمبيوتر المحمول أو الحاسوب اللوحي أو المتّجر أو المنزل أو السيّارة الشخصيّة، فعندما يرون تلك الأشياء يخطر ببالهم فورًا أنّه بطريقة ما يجب أنْ يحصلوا عليها سواء كانوا في حاجة إليها أم لا، ثمّ يتخطّون كلّ الحدود ولا يبالون بالحلال والحرام