بعضها الآخر تكون حفرةً من حفر النيران مليئةً بالعقارب والثعابين، فتصوّروا ماذا سيحدث بنا!؟ لو وُضعنا في القبر المظلم الضيق وحيدين لمجرد تركنا لصلاةٍ واحدةٍ منشغلين عنها بالشهوات والهوى، أو الكذب أو الغيبة أو النظر إلى الحرام مرّة واحدة، أو الاستماع إلى أغنيّة واحدة فحسب، أو مشاهدة فيلم واحد، أو السبّ والشتم أو زجر شخص في حالة الغضب بغير إذن شرعي أو حلق اللحية مرّة واحدة.
لاشكَّ أنّ هذا التصوّر مخيف للغاية بالنسبة للّذين يخشون الله، فهذا مجرّد تصوّر دنيويّ فكيف سيَتَحمّل أنواع العذاب التي سيعانيها في القبر بعد الموت إذا غضب الله عليه.
وممّا جاء في كتاب "حلية الأولياء": إِذَا صَارَ ابْنُ آدَمَ فِي قَبْرِهِ لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ كَانَ يَخَافُهُ دُونَ اللهِ إِلَّا مُثِّلَ لَهُ فِي لَحْدِهِ يُفْزِعُهُ؛ لِأَنَّهُ خَافَهُ فِي الدُّنْيَا دُونَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ[1].
صلوا على الحبيب! صلى الله على سيدنا محمد
إخوتي الأعزّاء! إنّ العافية في الابتعاد عن شهوات النفس، ومَن تركها مِن أجل ابتغاء مرضاة الله أكرمه الله تعالى بنعم الجنّة الأبديّة، كما قال الله في محكم تنزيله: ﴿وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ ٤٠ فَإِنَّ ٱلۡجَنَّةَ هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ ٤١﴾ ]النازعات: ٤٠-٤١[.