عنوان الكتاب: أضرار اتباع الهوى والشهوات

وروي عن سيدنا عطِيّةَ بنِ سعدٍ رضي الله عنه ، وكان مِن أصحاب رسول الله ﷺ أنّه قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَا يَكُونُ مِنَ الْمُتَّقِينَ حَتَّى يَدَعَ مَا لَا بَأْسَ بِهِ حَذَرًا لِمَا بِهِ بَأْسٌ»[1].

صلوا على الحبيب!           صلى الله على سيدنا محمد

أيها الإخوة الأعزّاء! نستنتج ممّا ذُكر أنّه لا يمكن للإنسان أنْ يدخل الجنّة إلَا بعد الصبر وتحمّل المشاقّ، ولا يتخلّص من الجحيم إلّا بالتّخلّي عن السعي وراء الشهوات النفسيّة، فقد روي عن سيدنا علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قال: «إِنَّ أَشَدَّ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ خَصْلَتَيْنِ: اتِّبَاعَ الْهَوَى، وَطُولَ الْأَمَلِ، فَأَمَّا اتِّبَاعُ الهَوَى فَإِنَّهُ يَعْدِلُ عَنِ الْحَقِّ، وَأَمَّا طُولُ الْأَمَلِ فَالْحُبُّ لِلدُّنْيَا».

ثمّ قال: «إِنَّ اللهَ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَيُبْغِضُ، وَإِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا أَعْطَاهُ الْإِيمَانَ، أَلَا إِنَّ لِلدِّينِ أَبْنَاءً، وَلِلدُّنْيَا أَبْنَاءً، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدِّينِ، وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا قَدِ ارْتَحَلَتْ مُوَلِّيَةً، وَالْآخِرَةَ قَدِ ارْتَحَلَتْ مُقْبِلَةً، أَلَا وَإِنَّكُمْ فِي يَوْمِ عَمَلٍ لَيْسَ فِيهِ حِسَابٌ، أَلَا وَإِنَّكُمْ تُوشِكُونَ فِي يَومِ حِسَابٍ وَلَيْسَ فِيهِ عَمَلٌ»[2].


 

 



[1] "المستدرك على الصحيحين"، كتاب الرقاق، باب لا يكون أحد متقيًا...إلخ، ٥/٤٥٥، (٧٩٦٩).

[2] "موسوعة ابن أبي الدنيا"، كتاب قصر الأمل، ٣/٣٠٣، (٣).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

28