عنوان الكتاب: أضرار اتباع الهوى والشهوات

فَرَجَعَ إِلَيْهِ وَقَالَ: فَوَعِزَّتِكَ لا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلاَّ دَخَلَهَا.

فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالمَكَارِهِ.

فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لأَهْلِهَا فِيهَا.

قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ قَدْ حُفَّتْ بِالمَكَارِهِ.

فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خِفْتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ.

قال: اِذْهَبْ إِلَى النَّارِ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لأَهْلِهَا فِيهَا، فإذا هِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا.

فَرَجَعَ إِلَيْهِ فقال: وَعِزَّتِكَ لا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا.

فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ.

فقال: ارْجِعْ إِلَيْهَا.

فَرَجَعَ إِلَيْهَا فقال: وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا»[1].

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في شرح هذا الحديث: وَالْمُرَادُ بِالشَّهَوَاتِ مَا يُسْتَلَذُّ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا مِمَّا مَنَعَ الشَّرْعُ مِنْ تَعَاطِيهِ، إِمَّا بِالْأَصَالَةِ وَإِمَّا لِكَوْنِ فِعْلِهِ يَسْتَلْزِمُ تَرْكَ شَيْءٍ مِنَ الْمَأْمُورَاتِ، وَيُلْتَحَقُ بِذَلِكَ الشُّبُهَاتُ وَالْإِكْثَارُ مِمَّا أُبِيحَ خَشْيَةَ أَنْ يُوقِعَ فِي الْمُحَرَّمِ[2].


 

 



[1] "سنن الترمذي"، كتاب صفة الجنة، باب ما جاء حفت الجنة بالمكاره...إلخ، ٤/٢٥٣، (٢٥٦٩).

[2] "فتح الباري"، كتاب الرقاق، باب حجبت النار بالشهوات، ١٢/٢٧٣.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

28