إخوتي الأعزّاء! من المحقّق أنّ الجنّة هي المكان الرائع الجميل المليء بالنِّعَم والعيش الرغد ولكن ليس من السَّهل الوصول إليها؛ لأنّ طريقها مليئ بالممرّات الصعبة تأتي على شكل منعطفات خطرة؛ كالاجتهاد في العبادة والحصول على الحسنات مِن خلال فعل الطاعات واجتناب المعاصي فيجب تخطّي وعبور هذه المنعطفات بسلامٍ، بينما الجحيم هي مكان الخوف والآلام والعقوبات المختلفة إلّا أنّ الوصول إليها سهل للغاية؛ لأنّها حفّت بالشَّهوات.
إنّ الشخص الَّذي يقضي حياته في إشباع شهوات النَّفس مِنْ طريق الحرام يخشى عليه أنْ يدخل الجحيم، ولذلك يجب على مَن يرغب منّا في دخول الجنّة والابتعاد عن عذاب النار (يجب أنْ يكون لكلِّ فرد هذه الرغبة) أنْ يحاول التحكّم في رغباته المشروعة إلى جانب رغباته غير المشروعة بمقاومة النَّفس للشهوات؛ لأنّ عدم التحكّم في الشهوات المشروعة يتسبّب في الوقوع في الشهوات المحرّمة، ولنستمع إلى الحديث الشريف المليئ بالعبرة والموعظة:
فقد روي عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه ، عن سيدنا رسول الله ﷺ قال: «لَمَّا خَلَقَ اللهُ الجَنَّةَ وَالنَّارَ أَرْسَلَ جِبْرِيلَ عَلَيهِ السَّلام إِلَى الجَنَّةِ فَقَالَ: اُنْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لأَهْلِهَا فِيهَا.
فَجَاءَهَا فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعَدَّ اللهُ لأَهْلِهَا فِيهَا.