أيّها الإخوة الأعزّاء! إنّها الحقيقة الواضحة! وهذا هو الواقع الذي يجب علينا أنْ نتذكّره دائمًا، نحن مسلمون، ونؤمن بأنّ يوم القيامة سيأتي بلا شكٍّ، وسيحاسبنا الله فيه على كلّ صغيرةٍ وكبيرةٍ من أعمالنا، وكذلك ندرك باليقين أنّنا لنْ نملك أيّ عذر يوم القيامة، فلن يكون هناك مكان للتوبة ولا الندم.
فكيف نتجرّأ بالاستمرار على المخالفة والعصيان؟ لِمَاذا لا نقوم بالتَّوبةِ والاستغفار؟ هل مِنْ أحدٍ أجهل منّا لو كنّا في هذا الحال؟ يا ليتنا! ندرك خطورةَ الحساب يوم القيامة، يا ليتنا! نُرزقُ الخوف من المثول في حضرة الله سبحانه وتعالى.
خوف الحضور في حضرة الله
قال الشاعر الأديب سعدي الشيرازي رحمه الله: رأيتُ الشيخ عبد القادر الكيلاني قدّس سرّه في حرم الكعبة، واضعًا رأسَه على الحصا وهو يقول: إلهي! اعف عنّي، وإنْ كنتُ مستوجبًا العقوبةَ فاحشرني يومَ القيامة أعمَى حتّى لا أذوبَ خجلًا مِن رؤية وجوه الصالحين[1].
الأعمال التي تُفضي بالمرء إلى الجنّة بلا حساب
أيُّها الإخوة الأعزّاء! نسأل الله سبحانه وتعالى أنْ يرزقنا الخوف منه جلّ وعلا ومن الحساب الآخرة، فنحن لن نصمد أمام المحاسبة بلا