فَإِذَا قَامَتِ السَّاعَةُ انْحَطَّ مَلَكُ الْحَسَنَاتِ وَمَلَكُ السَّيِّئَاتِ، فَأَنْشَطَا كِتَابًا مَعْقُودًا فِي عُنُقِهِ، ثُمَّ حَضَرَا مَعَهُ وَاحِدٌ سَائِقٌ وَالْآخَرُ شَهِيدٌ»[1].
الشاهد الخامس: صحيفة الأعمال
أيها الأحبّة! صحيفة الأعمال بالفعل ستكون شاهدة على أعمالنا يوم القيامة، فهي سِجّل الكرام الكاتبين لجميع أعمالنا دون توقّف، يسجّلون فيها كلَّ عمل صغير أو كبير، ويتمّ تدوينه في تلك الصحيفة.
وقد ورد عن الإمام الحسن البصري رحمه الله في قول الله: ﴿كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكَ حَسِيبٗا ١٤﴾ [الإسراء: ١٤] قال: كُلُّ آدَمِيٍّ فِي عُنُقِهِ قِلَادَةٌ، تُكْتَبُ فِيهَا نُسْخَةُ عَمَلِهِ، فَإِذَا طُوِيَتْ قُلِّدَهَا، فَإِذَا بُعِثَ نُشِرَتْ لَهُ، وقيل: ﴿ٱقۡرَأۡ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكَ حَسِيبٗا ١٤﴾ [الإسراء: ١٤]، يَا ابْنَ آدَمَ! أَنْصَفَكَ مَنْ خَلَقَكَ، جَعَلَكَ حَسِيبَ نَفْسِكَ[2].
ويقول أيضًا رحمه الله: يقرؤه أُمّيًّا كان أو غير أُمّي[3].
[1] "حلية الأولياء"، محمّد بن علي الباقر، ٣/٢٢١-٢٢٢، (٣٧٧٥)، وقال ابن كثير r: هذا حديث منكر وإسناده فيه ضعفاء ولكن معناه صحيح، والله سبحانه وتعالى أعلم ["تفسير ابن كثير"، ٨/٣٥٥].
[2] "كتاب الزهد" لابن المبارك، باب فضل ذكر الله عز وجل، الجزء الحادى عشر، ص ٥٤٥، (١٥٦٣).
[3] "التفسير الكبير" للرازي، الجزء العشرون، ٧/٣٠٩، [الإسراء: ١٤].