﴿وَإِنَّ عَلَيۡكُمۡ لَحَٰفِظِينَ ١٠ كِرَامٗا كَٰتِبِينَ ١١ يَعۡلَمُونَ مَا تَفۡعَلُونَ ١٢﴾ [الانفطار: ١٠-١٢].
قال أبو محمّد مكي بن أبي طالب الأندلسي رحمه الله في تفسير قوله تعالى ﴿وَإِنَّ عَلَيۡكُمۡ لَحَٰفِظِينَ ١٠﴾ أي: وإنّ عليكم أيّها الناس رقباء حافظين لأعمالكم حتّى تدانوا بها يوم القيامة.
وقال الإمام مجاهد رحمه الله: يُوكِل بكلّ إنسان ملكين، ملكًا عن يمينه يكتب الخير، وملكًا عن شماله يكتب الشرّ[1].
وعن سيدنا جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما أنّه قال: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ ﷺ يقول: «إِنَّ ابْنَ آدَمَ لَفِي غَفْلَةٍ مِمَّا خَلَقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ، إِنَّ اللهَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِذَا أَرَادَ خَلْقَهُ، قَالَ لِلْمَلَكِ: اكْتُبْ لَهُ رِزْقَهُ وَأَثَرَهُ وَأَجَلَهُ، وَاكْتُبْ شَقِيًّا أَوْ سَعِيدًا.
ثُمَّ يَرْتَفِعُ ذَلِكَ الْمَلَكُ وَيَبْعَثُ إِلَيْهِ مَلَكًا آخَرَ، فَيَحْفَظُهُ حَتَّى يُدْرِكَ.
ثُمَّ يَبْعَثُ إِلَيْهِ مَلَكَيْنِ يَكْتُبَانِ حَسَنَاتِهِ وَسَيِّئَاتِهِ، فَإِذَا جَاءَ الْمَوْتُ ارْتَفَعَ ذَلِكَ الْمَلَكَانِ.
ثُمَّ جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَيَقْبِضُ رُوحَهُ، فَإِذَا دَخَلَ حُفْرَتَهُ رَدَّ الرُّوحَ فِي جَسَدِهِ، ثُمَّ يَرْتَفِعُ مَلَكُ الْمَوْتِ.
ثُمَّ جَاءَهُ مَلَكَا القَبْرِ فَامْتَحَنَاهُ، ثُمَّ يَرْتَفِعَانِ.