فَإِذَا رَأَى ذَلِكَ العَبْدُ، يَقُولُ: يَا رَبِّ! عِنْدِي وَعِزَّتِكَ العَظَائِمُ الْمُضْمَرَاتُ.
فَيُوحِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ: عَبْدِي! أَنَا أَعْرَفُ بِهَا مِنْكَ، اعْتَرِفْ لِي بِهَا، أَغْفِرُهَا لَكَ، وَأُدْخِلُكَ الْجَنَّةَ.
فَيَعْتَرِفُ الْعَبْدُ بِذُنُوبِهِ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةُ».
ثُمَّ ضَحِكَ رسولُ اللهِ ﷺ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، يقول: «هَذَا أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً، فَكَيْفَ بِالَّذِي فَوْقَهُ؟»[1].
أيُّها الإخوة الأعزّاء! في الحقيقة إنّ الله سبحانه وتعالى سيغفر لذلك المذنب ويُدخله الجنّة رغم أخطائه، وذلك فضل منه جلّ وعلا، ولكن يجب أنْ نتذكَّر أنّ الأمر ليس سهلًا على الإطلاق، ولن تنفع الأعذار يوم القيامة، فكلّ شخص مسؤول عن أعماله.
نعم! في هذه الدنيا الفانية قد نلقي الغبار في عيون الآخرين بألسنتنا، وربّما نخلق الأعذار الكاذبة لتسلية قلوبنا، ولكن حين نحضر يوم القيامة لنكون في حضرة الله القهّار جلّ جلاله، وستُسلم لنا صحيفة أعمالنا المسوّدة بالذُّنوب، ولنْ يكون هناك مجال للإنكار في ذلك اليوم المشهود، هناك عندما تشهد علينا أيدينا وأرجلنا وألسنتنا وجلودنا على ما عملنا ستكون النجاة صعبة جدًّا في ذلك الحين.