عنوان الكتاب: فضائل رمضان

﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ [البقرة: ١٨٥].

قد عُلِمَ بالْجَمْعِ بين الآيتَيْن: أنّ لَيلةَ القَدْر في شَهر رَمَضان المبارك، وهناك إشاراتٌ على أنّها في السَّابِعِ والعِشْرِيْنَ على الأَغْلَب؛ لأنّ لَيْلَةَ القَدْر مُكَوَّنَةٌ من تِسْعَةِ أَحْرُفٍ، وهي مَذكُورةٌ في سُورَةِ القَدْرِ ثَلاَثَ مَرّاتٍ، فيكون عندَنا سبعةٌ وعشرُون حَرْفاً.

[٧]: إذا كان أَوَّلُ ليلة من شَهْرِ رَمَضان، صُفِّدَتِ الشَّياطِينُ، وغُلِّقَتْ أَبْوابُ النار، وزُخْرِفَتِ الجنّةُ وفُتِّحَتْ أَبوابُها، فلم يُغْلَقْ منها بابٌ وكَثُرَت الطَّاعاتُ والْخَيراتُ، وقَلَّتِ الْمَعاصِي، والْمُنْكَرَاتُ، وأمَّا وُقُوْعُ الشُّرُوْرِ، والْمَعاصِي في رمَضان، فإنّه ليس بِسَبَب الشَّياطِين؛ بل بسبب النَّفْس الأَمَّارَة بالسُّوْءِ، أوْ بسبب الشَّيَاطِيْن الإنْسِيَّة.

[٨]: لَيْسَ على الصائم حِسَابٌ فيما طَعِم وشَرِب في رمَضان

[٩]: الصيامُ والقُرآنُ يَشْفَعان للعَبد يومَ القِيامَة، يقول الصيامُ: أيْ ربِّ، مَنَعْتُه الطَّعامَ والشَّهَواتِ بالنهار، فشَفِّعْنِي فيه، ويقول القرآنُ: مَنَعْتُه النومَ بالليل، فشَفِّعْني فيه، فيُشَفَّعَانِ[1].

[١٠]: كان رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم إذا دخل شهرُ رمَضان، أَطْلَقَ كلَّ أَسيرِه، وأَعْطَى كُلَّ سائلٍ[2]، وإنّ لله تبارك


 



[1] ذكره أحمد بن حنبل في "مسنده"، ٢/٥٨٦، (٦٦٣٧).

[2] ذكره البيهقي في "شعب الإيمان"، باب في الصيام، ٣/٣١١، (٣٦٢٩).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

59