في مدح الرسول الأعظم من أشعار الإمام أحمد رضا خان الهندي (رحمه الله تعالى) | أبو سفيان محمد راشد المدني


نشرت: يوم الثلاثاء،10-مايو-2022

في مدح الرسول الأعظم من أشعار الإمام أحمد رضا خان الهندي (رحمه الله تعالى)

فهــــــذه ستـــــون بحــــثًا فــــــاخرًا******حــــــــمدًا لــــــربِّي أوّلا وآخــــــــــــــــرا

وقد تقدّمت كثـــير غيــــــــــــرها******وليــــــس يخفي خيــــرها وميـــــرها

وكل خيـــــــــر من عطاء المصطفى******صــــــــلى عليــــه الله مع من يُصـطفى

الله يعــــطي والحبيب القـــــــــــاسم******صـــــــــلى عليه القــــــــــــادةُ الأكارم

ما نــــال خيــــــــرًا من سواه نــــائل******كــــــــــلّا ولا يرجى لغيــــــــــــرٍ نائل

منه الرجـــــاء منه العطاء منه المدد******في الديـــــن والدنــــيا والأخـــری للأبد

الحضّ على القيام تعظيمًا لشأن المصطفى ﷺ

سوادُ عيــــون العين عين سَنــَــــاذهب******ولوح نحور الحور لاح كمـــــا يحب

فإن يمل جبـــريل لقال أولـــو الأدب

قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب

على فضة من خط أحسن مَن كتب

يقــــوم بحق المـــــدح قـــــوم فلاته******تولهْ وقم بالوجــــــد قومةَ والــــــــه

فحق خضوع الوجه رغما لــــــكاره******وأن ينهض الأشراف عند سماعــــه

قيامًا صفوفًا أو جثيًّا على الركب

* صور مختصرة من حياة الإمام أحمد رضا (رحمه الله تعالى) *

كانت ولادة الإمام أحمد رضا خان الهندي رحمه الله تعالى في شهر شوّال بالهند، ولذا انتخبنا بعض أشعاره في مدح المصطفى ﷺ مع نبذة يسيرة من سيرته مختصرًا بمناسبة شهر ولادته:

مولده:

وُلد الإمام أحمد رضا خان الهندي رحمه الله تعالى في حيّ "جسولي" بمدينة "بريلي" (إحدى مدن الولاية الشمالة الهندية) يوم السبت ظهرًا في 10 شوّال 1272 هـ، الموافق 14 يونيو 1856 م، وسمّي بـ"محمّد"، وسمّاه جدّه بـ"أحمد رضا" ثم به اشتهر. (الإمام أحمد رضا خان وأثره في الفقه الحنفي: 3)

نشأة تعليمه:

تخرّج الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى من العلوم الشرعية المتداولة بالهند في 14 شعبان سنة 1286 هـ، وعمره حينذاك ثلاث عشرة سنة، وعشرة أشهر، وخمسة أيام، وبدأ اشتغاله بالإفتاء والتدريس، وكتب أوّل فتوى له في "مسألة الرضاعة"، وبعد التخرّج اعتاد على تعليم بعض الطلّاب بشكل فردي، وأسّس مدرسة "منظر الإسلام" ببريلي في عام 1904 م، وتعلّم منه العديد من الطلاب فيهم أبناؤه، وخلفاؤه.

سفره إلى الحج:

جاء أوّل مرّة إلى الحجّ في 22 شوّال سنة 1295 هـ مع والده الكريم، ثم في عام 1323 هـ أو 1324 هـ جاء مرّة أخرى إلى الحجّ مع أخيه الصغير، ونَجِله الكبير، وفي نفس الرحلة هذه كتب عند قيامه في الحرمين الشريفين كتابه الشهير " الدولة المكّية بالمادة الغيبيّة " في "مسألة علم الغيب" باللغة العربية ما يقرب من ثماني ساعات في حالة الحمّى.

قال العلامة المحبّ الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني رحمه الله تعالى عن شخصية الإمام الهندي رحمه الله تعالى: لا يصدر مثله (أي: الكتاب "الدولة المكية بالمادّة الغيبية") إلا عن عن إمام كبير، علامة نحرير رضي الله تعالى عن مؤلّفه، وأرضاه، وبلغه من كلّ خير مناه (الدولة المكية: 212)، وفي هذه الرحلة قدّم كتابه الشهير "حُسَام الحرمين" إلى علماء الحرمين، وكتب 35 عالما من العلماء الأجلاء تقاريظ جميلة على هذا الكتاب.

تصنيفاته:

كان الإمام أحمد رضا خان الهندي رحمه الله تعالى ماهرًا في علوم القرآن، والحديث، والفقه، وقد ترك مجموعة لا تنسى من المؤلّفات، والعلوم الدينية، وله كتب كثيرة في علوم شتّى مثلًا، في علوم القرآن والتفسير 16 كتابًا، وفي الحديث 60 كتابًا. وفي الفقه 259 كتابًا، ومن أشهر كتبه "العطايا النبوية في الفتاوى الرضوية" في 30 مجلّدًا، و "جدّ الممتار على ردّ المحتار" في 7 مجلّدات، و "كفل الفقيه الفاهم في أحكام القرطاس الدراهم".

حسان الهند:

كان الإمام أحمد رضا خان الهندي رحمه الله تعالى يتخصّص بعض العلوم الدينية الشعبية التي لا ترتبط عمومًا بالعلماء، فكان إذا نظم الشعر تفوّق على كثير من الشعراء حتى يصير شاعرًا مُجيدًا في اللغات العديدة: العربية، الأردية، الفارسية، الهندية، ولا أبالغ أن أقول: إنه في مدح المصطفى مثل حافظ الشيرازي، والإمام البوصيري، والملّا الجامي رحمهم الله تعالى حتى قيل عنه "حسان الهند"، ولذا ذاعت قصيدته السلامية، وأثّرت في قلوب الناس وهي تنشد في المحافل، والمساجد، والبيوت أيضا أعني: "مصطفى جان رحمت پہ لاکھوں سلام شمع بزم ہدایت پہ لاکھوں سلام"

أي: سلام على صفوة المصطفى نبي الهدى رحمة للسماء عليه الصلاة عليه السلام

وله ديوانان جليلان: أحدهما "حدائق بخشش" أي: "حدائق الغفران" أصله في اللغة الأردية مع أنه يحتوي على قصائد في الفارسية والعربية أيضًا، وقد تُرجم إلى العربية وسُمّيت بــ"صفوة المديح"، وثانيهما "بساتين الغفران" وهو في اللغة العربية الفصحى نظمًا.

بيعته في الطريقة وخلافته:

أخذ الإمام الهندي رحمه الله تعالى خرقة الخلافة لسلسلة الطريقة القادرية البركاتية عام 1877 هـ من الشاه آل رسول المارهروي رحمه الله تعالى، وألبسه خرقة الخلافة في الطرق الأربع (النقشبندية، والقادرية، والجشتية، والسهروردية) أيضا، لكن كان ارتباطه الخاص بالسلسلة القادرية.

وفاته:

وافته المنية وانتقلت روحه الطيبة إلى الباري تعالى في يوم الجمعة 25 من صفر سنة 1340 هـ، الموافق 28 أكتوبر 1921 م بمدينة بريلي

وكان الإمام الهندي رحمه الله تعالى يقضي حياته كلها في خدمة العلم والشرع فلقّب العلماء الأجلة أنه "مجدّد مئة حاضرة" في الاجتماع التاريخي بـمدينة بهار سنة 1318 هـ (صفوة المديح: 16)، وقبره بمدينة بريلي بالهند ظاهر يزار، ويتبرك به.

قال الإمام الهندي رحمه الله تعالى في رسالته "الزلال الأنقى" عن نفسه:

عبد المصطفى الشهير بـ"أحمد رضا"، المحمدي دينًا، والسنّي يقينًا، والحنفي مذهبًا، والقادري منتسبًا، والبركاتي مشربًا، والبريلوي مسكنًا، والمدني البقيعي إن شاء الله مدفنًا، فالعدني الفردوسي برحمة الله (تعالى) موطنًا.


#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مركز_فيضان_المدينة
#مؤسسة_مركز_الدعوة_الإسلامية

تعليقات



رمز الحماية