خادم رسول الله ﷺ أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه | أم حيان العطارية


نشرت: يوم الإثنين،19-سبتمبر-2022

خادم رسول الله ﷺ أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه

إنه الصحابي الجليل المفتخر بهذا اللقب الذي أكرمه الله به"وهو خادم رسول الله ﷺ"، وكان عمره عشر سنوات

حين أتت به أمّه الصحابية سيدنا أمُّ سليمٍ رضي الله تعالى عنها إلى النبي ﷺ، أخذَتْ سيدنا أمُّ سليمٍ رضي الله تعالى عنها بيد ابنها سيدنا أنس رضي الله تعالى عنه، فقالَتْ:

يا رسول الله ﷺ! هذا أَنَسٌ ابني، وهو غلام كاتب، فقال سيدنا أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه: فخدمتُهُ تسع سنين

وقد كان كاتبا وهذه الميزة قليلة جدًّا في ذلك العصر.

خدمته وعيشه في كنف النبي ﷺ وأخلاقه الحميدة ﷺ:

عاش في كنف النبي وخدمته ﷺ حوالي عشر سنوات

فروى عنه الأحاديث الكثيرة ونقل في هذه الفترة عن أخلاق سيد البشر وكيفية تعامله مع نسائه وأهل بيته بل حتى تعامله مع الخدم كان راقياً ﷺ، لذلك أحبّه الناس، فإذا كان الإنسان يتعامل مع الخدم في قمة الأخلاق الحميدة فما بالك مع غير الخدم؟

إنها الأخلاق التي ندرت في زماننا يحترم فيها القوي والضعيف، والفقير والغني؛ لأنه يتعامل مع الخالق ويطلب رضاه بحسن خلقه؛ لأن تحسين الأخلاق يرقى بالمسلم إلى رضى ربه وصحبة نبيّه في الجنة.

كان النبي ﷺ مربّياً وقدوةً حسنةً لسيدنا أنس رضي الله تعالى عنه في كل شيء كما كان سيدنا أنس رضي الله تعالى عنه شديدَ الحرص على متابعة النبي ﷺ في كل شيء، وحفظ أحاديثه، فقد فَقِه وتَعلَّم من حياته التي حظي بها مع النبي ﷺ، فيقول سيدنا أنس رضي الله تعالى عنه عن أخلاق سيدنا محمد ﷺ:

خدمتُ النبي ﷺ عشر سنين، فما ضربني ولا سبّني سبّة، ولا انتهرني، ولا عَبَس في وجهي، وكان أولَ ما أوصاني به أن قال:

يا بُنيّ! اكْتُم سِرّي تَكُ مؤمناً، فكانت أمّي وأزواج النبي ﷺ يسأَلْنَني عن سرّ رسول الله ﷺ فلا أخبرهم به، وما أنا بمخبر سرّ رسول الله ﷺ أحداً أبداً

وقال مرةً عن أخلاق النبي ﷺ:

خدمتُهُ تسع سنين فما قال لي لشيء قطّ صنعتُه: أسأتَ أو بئس ما صنعتَ

أحبائي الأطفال!

هذه الميزة نحتاجها في زماننا فإن للبيوت أسراراً وهذه تربية حسنة مطلوبة في تعليم الصغار، وقد كان النبي ﷺ مربيًا لسيدنا أنس وهو طفل والطفل يخطئ ويصيب فقد عاش عشر سنين معه والنبي ﷺ لم ينْهره مرة واحدة ولقد صدق الله عندما قال عنه:

﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ ٤﴾

لم يكن وصف النبي ﷺ بالرقي والأخلاق مع الكبار فقط، بل مع كل من يتعامل معه فهو نبيّ الرحمة ، لقد كان حليماً على الأطفال متفهّماً لصغر سنّهم، إنهم يخطئون ويصيبون، فكان مرشداً ناصحاً أميناً كما كان يدعو لكل صحابيّ ودعوته ﷺ مجابة فها هو ﷺ قد دعا لسيدنا أنس رضي الله تعالى عنه فقال:

اللهم أَكْثِرْ مَالَهُ، وولدَهُ، وبَارِكْ لَهُ فيما أعطيتَهُ

وفي رواية أخرى:

اللهم أَكْثِرْ مَالَهُ، وولدَهُ، وأدْخِلْهُ الْجَنَّة

فعاش طويلاً وهو آخر من مات بالبصرة من الصحابة

ورزق من البنين والأحفاد كثيرا وكان في المرتبة الثالثة في رواية الحديث فقد روى 2286 حديثاً

وهكذا كان لخدمة النبي ﷺ أثر كبير في حياة هذا الصحابي الجليل، حفظ منه الكثير وروى عنه الكثير.

ولما مات سيدنا أنس رضي الله عنه قيل:

ذهب نصف العلم

وكان مجاب الدعاء وله من الفضل والكرامات والروايات ما جعله من أشهر أصحاب رسول الله ﷺ.

وفي الختام:

علينا أن نعلم أن الصحبة مؤثرة، وهو صحب خير الأنام الذي رباه على صلته بالله وبالآخرة فقد كانت حياته مع النبي ﷺ حياةً تربوية تعليمية نستفيد منها الكثير في الإرشاد والتعليم.


#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مركز_فيضان_المدينة
#مؤسسة_مركز_الدعوة_الإسلامية

تعليقات



رمز الحماية