عنوان الكتاب: سنن أبي داود الجزء الأول

بعد فريضة. قال: قلت: حدثيني عن وتر النبي صلى اللّه عليه وسلم، قالت: كان يوتر بثمان ركعات لا يجلس إلا في الثامنة، ثم يقوم فيصلي ركعةً أخرى، لا يجلس إلا في الثامنة والتاسعة ولا يسلم إلا في التاسعة، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بنيَّ. فلما أسنَّ وأخذ اللحم أوتر بسبع ركعاتٍ لم يجلس إلا في السادسة والسابعة، ولم يسلم إلا في السابعة ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فتلك تسع ركعات يا بني. ولم يقم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليلةً يتمها إلى الصباح، ولم يقرأ القرآن في ليلةٍ قط، ولم يصم شهراً يتمّه غير رمضان، وكان إذا صلى صلاة داوم عليها: وكان إذا غلبته عيناه من الليل بنومٍ صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، قال: فأتيت ابن عباس فحدثته فقال: هذا واللّه هو الحديث، ولو كنت أكلمها لأتيتها حتى أشافهها به مشافهة، قال: قلت: لو علمت أنك لا تكلمها ما حدثتك.

1343ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد، عن قتادة بإِسناده نحوه قال:

يصلي ثمان ركعاتٍ لا يجلس فيهنَّ إلا عند الثامنة فيجلس فيذكر اللّه عزوجل ثم يدعو، ثم يسلم تسليماً يسمعنا، ثم يصلي ركعتين وهو جالس بعد ما يسلم ثم يصلي ركعة، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بنيَّ، فلما أسنَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأخذ اللحم أوتر بسبعٍ وصلى ركعتين وهو جالس بعد ما يسلم بمعناه إلى: مشافهةً.

1344ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن بشر، ثنا سعيد بهذا الحديث قال: يسلم تسليماً يسمعنا كما قال يحيى بن سعيد.

1345ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا ابن أبي عدي، عن سعيد بهذا الحديث، قال ابن بشار بنحو حديث يحيى بن سعيد إلا أنه قال: ويسلم تسليمة يسمعنا.

1346ـ حدثنا علي بن حسين الدِّرهمي، ثنا ابن أبي عدي، عن بهز بن حكيم، ثنا زرارة بن أوفى أن عائشة [رضي اللّه عنها] سئلت عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في جوف الليل فقالت:

كان يصلي صلاة العشاء في جماعة، ثم يرجع إلى أهله فيركع أربع ركعات، ثم يأوي إلى فراشه وينام وطهوره مغطَّى عند رأسه، وسواكه موضوع حتى يبعثه اللّه ساعته التي يبعثه من الليل فيتسوك ويسبغ الوضوء، ثم يقوم إلى مصلاه فيصلي ثمان ركعاتٍ يقرأ فيهنَّ بأمِّ الكتاب، وسورةٍ من القرآن وما شاء اللّه، ولا يقعد في شىء منها حتى يقعد في الثامنة ولا يسلم، ويقرأ في التاسعة ثم يقعد، فيدعو بما شاء اللّه أن يدعوه ويسأله ويرغب إليه، ويسلم تسليمة واحدة شديدة يكاد يوقظ أهل البيت من شدة تسليمه، ثم يقرأ وهو قاعد بأم الكتاب ويركع وهو قاعد، ثم يقرأ الثانية فيركع ويسجد وهو قاعد، ثم يدعو ما شاء اللّه أن يدعو ثم يسلم وينصرف، فلم تزل تلك صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى بدَّن، فنقص من التسع ثنتين، فجعلها إلى الست والسبع وركعتيه وهو قاعد حتى قُبِضَ على ذلك [صلى اللّه عليه وسلم].

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

406