عنوان الكتاب: سنن ابن ماجه المجلد الثاني

إِلَى أَنْ تُخْبِرُوهُ وَيُخْبِرَكُمْ، فَأْتُوهُ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ. فَإِذَا هُمْ بِشَيْخٍ مُوثَقٍ، شَدِيدٍ الْوَثاقِ. يُظَهِرُ الْخُزَنَ. شَدِيدِ التَّشَكِّي. فَقَالَ لَهُمْ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالُوا: مِنَ الشَّمِ. قَالَ: نَا فَعَلَتِ الْعَرَبُ؟ قَالُوا: نَحْنُ قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ. عَمَّ تَسْأَلُ؟ قَالَ: مَافَعَلَ هذَا الرَّجُلُ الَّذِي خَرَجَ فِيكُمْ؟ قَالُوا: خَيْراً: نَاوَى قَوْماً. فَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِمْ. فَأَمْرُهُمُ، الْيَوْمَ، جَمِيعٌ: إلهُهُمْ وَاحِدٌ، وَدِينُهُمْ وَاِحدٌ. قَالَ: مَافَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ؟ قَالُوا: خَيْراً. يَسْقُونَ مِنْهَا زَرُعَهُمْ. وَيَسْقُونَ مِنْهَا لِسَقْيِهِمْ. قَالَ: فَمَا فَعَلَ نَخْلٌ بَيْنَ عَمَّانَ وَبَيْسَانَ؟ قَالُوا: يُطْعِمُ ثَمَرَهُ كُلَّ عَامٍ. قَالَ: فَمَا فَعَلَتْ بُحَيْرَةُ الطَّبَريَّةِ؟ قَالُوا: تَدَفَّقُ جَنَبَاتُهَا مِنْ كَثْرَةِ الْمَاءِ. قَالَ. فَزَفَر ثَلاَثَ زَفَرَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: لَوِ انْفَلَتُّ مِنْ وَثَاقِي هذَا، لَمْ أَدَعْ أَرْضاً إِلاَّ وَطِئْتُهَا بِرِجْلَيَّ هَاتَيْنِ. إِلاَّ طَيْبَةَ. لَيْسَ لِي عَلَيْهَا سِبيلٌ)).

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ((إِلَى هذَا يَنْتَهِي فَرَحِي. هذِهِ طَبْيَةَ. وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ! مَافِيهَا طَرِيقٌ ضَيِّقٌ وَلاَ وَاسِعٌ، وَلاَ سَهْلٌ وَلاَجَبَلٌ، إِلاَّ وَعَلَيْهِ مَلَكٌ شَاهِرق سَيْفَةُ إِلَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).

4075- هِشَامُ بْنُ عَمَّارِ. حدّثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ. حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرِ. حَدَّثَنِي أَبِي؛ أَنَّهُ سَمِعَ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْكِلاَبِيَّ يَقُولُ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الدَّجَّالَ، الْغَدَاةَ، فَخَفَضَ فِيهِ وَرَفَعَ. حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ. فَلَمَّا رُحْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَرَفَ ذلِكَ فِينَا. فَقَالَ:

 (( مَاشَأْنَكُمْ؟)) فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ الْغَدَاةَ. فَخَفَضْتَ فِيهِ ثُمَّ رَفَعْتَ. حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ. قَالَ ((غَيْرُ الدَّجَّالُ أَخْوفَنِي حَجِيجُ نَفْسِهِ. وَاللهُ خَلِفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ. إِنَّهُ شَابّق قَطَطٌ. عَيْنُةُ قَائِمةٌ. كأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ. فَمَنْ رَآهُ مِنْكُمْ، فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ. إِنَّه يَخْرُجُ مِنْ رحَلَّةٍ بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ. فَعَاثَ يَميِناً، وَعَاثَ شِمالاً. يَاعِبَادَ اللهِ! اثْبُتثوا)) قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَالُبْثُهُ فِي الأَرْضِ؟ قَالَ ((أَرْبَعُونَ يَوْماً. يَوْمٌ كَسَنَةٍ. وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ. وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ. وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّأمِكُمْ)) قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! فذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ، تَكْفِينَا فِيهِ صلاةُ يَوْمٍ؟ قَالَ ((فَاقْدُرُوا لَهُ قَدْرَةُ)). قَالَ قُلْنَا: فَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الأَرْضِ؟ قَالَ: ((كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهث الرَّيحُ)). قَالَ ((فَيَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ. فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ أَنْ نُمْطِرَ فَنُمْطِرَ. وَيَأْمُرُ الأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتْنْبِتَ. وَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَاكَانَتْ ذُرّى وَأَسْبَغَهُ ضُرَوعاً وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ. ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُونُ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ. فَيَنْصرِفُ عَنْهُمْ. فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ. مَا بِأَيْدِيِهِمْ شَيْءٌ. ثُمَّ يَمُرَّ بِالْجرَبَةِ فَيَقُولُ لَهَا: أَخْرِجِي كَنُوزَكِ. فَيَنْطَلقُ. فَتَبْعُهُ كُنُوزُهَا كَبَعَاسِيبِ النَّحْلِ. ثُمَّ يَدْعُو رَجُلاً مُمْتْلِئاً شَبَاباًن فَيَضْربَهُ بِالسَّيْفِ ضَرْبةً، فَيَقْطَعُهُ جزْلَتَيْنِ. رَمْيَةَ الْغَرَضِ. ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبلُ يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ. فَبَيْنَمَا هُمْ كَذلِكَ، إِذْ بَعَثَ اللهُ عِيسى بْنَ مَرْيَمَ. فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ، شَرْقِيَّ دِمَشْقَ. بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ. وَاضِعً. كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنحَةِ مَلَكَيْنِ. إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ. وَإِذَأ رَفَعضهُ يَنْحَدِرُ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ. وَلاَ يَحلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُريحَ نَفَسهِ إِلاَّ مَاتَ. وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرَفُهُ. فَيَنْطَلِقُ حَتَّى يُدْرِكَهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ، فَيَقْتُلُهُ. ثُمَّ يَأْتِي نَبِيُّ اللهِ عِيسى قَوْماً قَدْ عَصَمَهُمُ اللهُ. فَيَمْسَحُ وُجُوهَهُمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ. فَبَيْنَمَاهُمْ كَذلِكَ إِذْ أَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ:




إنتقل إلى

عدد الصفحات

381