عنوان الكتاب: سنن ابن ماجه المجلد الثاني

وَيَقُولُ لَهُ الْخَبيثُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّي اللهُ، وَأَنْتَ عَدُوُّ اللهِ. أَنْتَ الدَّجَّالُ. وَاللهِ! مَاكُنْتُ، بَعْدُ، أَشَدَّ بَصِيرَةً بِكَ مِنِّي الْيَوْمَ)).

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الطَّنَافِسِيُّ: فَحَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ. حدّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((ذلِكَ الرَّجُلُ أَرْفَعُ أُمَّتيِ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ)).

قَالَ: قَالَ أَبُو سِعِيدٍ: وَاللهِ! مَاكُنَّا نُرَى ذلِكَ الرَّجُلَ إِلاَّ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. حَتَّى مَضَى لِسَبِيِلهِ. قَالَ الْمُحَارِبيُّ: ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى حَدِيثِ أَبِي رَافِعٍ. قَالَ ((وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَمْرَّ بِالْحيِّ فِيَكَذِّبَونَهُ. فَلاَ تَبْقَى لَهُمْ سَائِمةٌ إِلاَّ هَلَكَتْ. وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَمُرَّ بِالْحِيِّ فَيُصَدِّقُونَهُ. فَيَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ. وَيَأْمُرَ الأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ. حَتَّى تَرْوحَ مَوَاشيِهِمْ، مِنْ يَوْمِهِمْ ذلِكَ، أَسْمَنَ مَاكَانَتْ وَأَعْظَمَهُ. وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ، وَأَدَرَّهُ ضُرَوعاً. وَإِنَّهُ لاَ يَبْقَى شَيْءٌ مشنَ الأَرْضِ إِلاَّ وَطِئَهُ وَظَهَرَ عَلَيْهِ. إِلاَّ مَكَّةَ وَالْمَديِنَةَ. لاَ يَأَتِيِهِمَا مِنْ نَقْبٍ مِنْ نِقابِهِمَا إِلاَّ لَقِيَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ بِالسُّيُوفِ وَظَهَرَ صَلْتَةً. حَتَّى يَنْزِلَ عِنْدِ الظُّرَيْبِ الأَحَمرِ، عِنْدَ مَنْقَطَعِ السَّبَخَةِ. فَتَرْجُفُ الْمَدِيَنةُ بِأَهْلِهَا ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ. فَلاَ يَبْقضى مُنَافَقٌ وَلاَمُنَافِقَةٌ إِلاَّ خَرَجَ إِلَيْهِ. فَتَنْفِي الْخَبَثَ مِنْهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ، وَيُدْعَى ذلِكَ الْيَوْمَ يَوْمَ الْخَلاَصِ)).

فَقَالَتْ أُمَّ شَرِيكٍ بِنْتُ أَبِي الْعَكَرِ: يَا رَسُولَ اللهِ! فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ ((هُمْ يَوْمَئِذً قَلِيلٌ. وَجُلُّهُمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسٍ. وَإِمَامُهُمْ رَجُلٌ صَالِحُ. فَبَيْنَمَا إِمَامُهُمْ قَدْ تَقَدَّمَ يُصَلِّي بِهِمُ الصُّبْحَ، إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِمَ عِيسى بْنُ مَرْيَمَ الصُّبْحُ. فَرَجَعَ ذلِكَ الإِمَامُ يَنْكُصُ، يَمْشِي الْقَهْقَريِ، لَيَتَقَدَّمَ عِيسى يُصَلِّى بِالنَّاسِ. فَيَضَعُ عِيسى بَدَهُ بِيْنَ كَتِفَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: تَقَدَّمْ فَصَلِّ. فَإِنَّهَا لَكَ أُقِيَمتْ. فَيُصَلِّى بِهِمْ إِمَامُهُمْ. فَإِذَا انْصَرَفَ، قَالَ عِيسى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: افْتَحُوا الْبَابَ. فَيُفْتَحُ، وَوَراءَهُ الدَّجَّالُ. مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفِ يَهُودِيٍّ. كُلَُهُمْ ذُو سَيْفٍ مَحَلَّى وَسَاجٍ. فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ الدَّجَّالُ ذَابَ كَمَا يذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، وَيَنْطَلِقُ هَارِباً. وَيَقُولُ عِيسى عَلَيْهِ السَّلامُ: إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَسْبِقَنِي بِهَا. فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَابِ اللُّدِّ الشِّرْقِيِّ فَيَقْتُلُهُ. فَيَهْزِمُ اللهُ الْيَهُودَ. فَلاَ يَبْقَى شَيْءٌ مِمَّا خَلَقَ اللهُ يَتَوَارَى بِهِ يَهُودِيٌّ إِلاَّ أَنْطَقَ اللهُ ذلِكَ الشَّيْءَ. لاَحَجَرَ وَلاَشَجَرَ وَلاَ حَائِطَ وَلاَ دَابَّةَ ((إِلاَّ الْغَرْقَدَةَ، فَإِنَّهَا مِنْ شَجَرِهِمْ، لاَ تَنْطِقُ)) إِلاَّ قَالَ: يَاعَبْدَ اللهِ الْمُسْلِمَ! هذَا يَهُودِيٌّ. فَتَعَالَ اقْتُلْهُ)).

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((وَإِنَّ أَيَّامَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً. السَّنَةُ كَنِصْفِ السَّنَةِ. وَالسَّنَةُ كَالشَّهْرِ وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ. وَآخِرُ أَيَّمِهِ كَالشَّرَرَةِ. يُصْبِحُ أَحَدُكُمْ عَلَى بَابِ الْمَدِيَنةَ. فَلاَ يَبْلُغُ بَابَهَا الآخَرَ حَتَّى يُمْسِيَ)) فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ! كَيْفَ نُصَلِّي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ الْقِصَارِ؟ قَالَ ((تَقْدُرُونَ فِيهَا الصلاةَ كَمَا تَقْدُرُونَهَا فِي الأَيَّامِ الطِّوَالِ، ثُمَّ صَلُّوا)) قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((فَيَكُونُ عِيسى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي أُمَّتِي حَكَماً عَدْلاً، وَإِمَاماً مُقْسِطاً. يَدُقُّ الصَّلِيبَ، الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغَضَ. وَتُنْزَعُ حَمَةُ كَلِّ ذَاتِ حَمَةٍ، حَتَّى يُدْخِلَ الْوَلِيدُ يَدَهُ فِي الْحَيَّةِ، فَلاَ تَضُرَّهُ. وَتُفِرُّ الْوَلِيدَةُ الأَسَدَ، فَلاَ تَضُرَّهاُ. وَيَكُونُ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبَهَا. وَتُمْلأُ الأَرْضُ مِنَ السِّلْمِ كَمَا يُمْلأُ الإِنَاءُ مِنَ الْمَاءِ. وَتَكُونُ الْكَلِمَةُ وَاحِدَةً، فَلاَ يُعْبَدُ إِلاَّ اللهُ. ونَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا. وَتُسْلَبُ قَرَيْشٌ مُلْكَهَا. وَتَكُونُ الأَرْضُ كَفَاثُورِ الْفِضَّةِ، تُنْبِتُ نَبَاتَهَا بِعَهْدِ آدَمَ. حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّفَرُ عَلَى الْقِطْفِ مِنَ السِّلْمِ كَمَا يُمْلأُ الإنَاءُ مِنَ الْمَاءِ. وَتَكُونَ الْكَلِمَةُ وَاحِدَةً، فَلاَ يُعْبَدُ




إنتقل إلى

عدد الصفحات

381