عنوان الكتاب: سنن ابن ماجه المجلد الثاني

يَاعِيسى إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَاداً لِي. لاَ يَدَانِ لأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ. وَأَحْرِزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ. وَبَيْعَثُ اللهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ، كَمَا قَالَ اللهُ، مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَمَمُرُّ أَوْائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ الطَّبَرَّيِةِ. فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا. ثُمَّ يَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ: لَقَدْ كَانَ فِي هذَا مَاءٌ، مَرَّةً. وَيَحْضُرُ نَبِيُّ اللهِ عِيسى وَأصْحَابُهُ. حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدهِمْ خَيْراً مِنْ مَائَةِ دِيِنَارٍ لأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ. فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللهِ. فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ. فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ. وَيَهْبِطُ نَبِيُّ اللهِ عِيسى وَأَصْحَابُهُ فَلاَ يَجِدُونَ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلاَّ قَدْ مَلأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ وَدِمَاؤُهُمْ. فَيَرْغَبُونَ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ. فَيُرْسِلُ عَلَيْهِمْ طَيْراً كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ. فَتَحْمِلُهُمْ فَتطْرحُهُمْ حَيْثُ شَاءِ اللهُ. ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهِمْ مَطَراً لاَيُكِنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلاوَبَرٍ. فَيَغْسِلُهُ حَتَّى يَتْرُكَهُ كَالزَّلَقَةِ. ثُمَّ يُقَالُ لِلأَرْضِ: أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ. وَرُدِّي بَرَكَتَكِ. فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَة. فَتُشْبِعُهُمْ. وَيسْتَظِلُّونَ بَقِحْفِهَا. وَيُبَارِكُ اللهُ فِي الرِّسْلِ حَتَّى إِنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الإِبِلِ تَكْفِي الفِئَامِ مِنض النَّاسِ. وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ تَكْفِي الْقَبِيَلَةَ. وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ تَكْفِي الفَخِذَ. فَبَيْنَمَاهُمْ كَذلِكَ، إِذْ بَعَثَ اللهُ عَلَيْهِمْ رِيحاً طَيِّبَةً. فَتَأْخُذُ تَحْتَ آبَاطِهِمْ. فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُسْلِمٍ. وَيَبْقَى سَائِرُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ كَمَا تَتَهَارَجُ الْحُمُرُ. فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ)).

4076- هِشَامُ بْنُ عَمَّارِ. حدّثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ. حدّثنا ابْنُ جَابِرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الطَّائِيِّ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ خُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ سَمِعَ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ يَقُولُ: قَالَ رِسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

 ((سَيُوقِدُ الْمُسْلِمُونَ، مِنْ قِسِيِّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَنُشَّابِهِمْ وَأَتْرِسَتِهِمْ، سَبْعَ سِنِينَ)).

4077- حدّثنا عَلَيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ.حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمنِ الْمُحَارِبِيْ عَنْ إِسْماعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ الشَّيْبَانِيِّ، يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ؛ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ أَكْثَرُ خُطْبَتِهِ حَديِثاً عَنِ الدَّجَّالِ. وَحَذَّرَنَاهُ. فَكَانَ مِنْ قَوْلِهِ أَنْ قَالَ:

 ((إنَّهُ لَمْ تَكُنْ فِتْتَةٌ فِي الأَرْضِ، مُنْذُ ذَرَأَ اللهُ ذُرِّيَّةَ آدَمَ، أَعْظَمَ مِنْ فَتْنَةِ الدَّجَّالِ. وَإِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيّاً إِلاَّ حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ. وَأَنَا آخِرُ الأَنْبِيَاءِ. وَأَنْتُمْ آخِرُ بالأُمَمِ. وَهُوَ خَارِجٌ فِيكْم، لاَمَحَالَةَ. وَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا بَيْنَ طَهْرانَيْكُمْ، فَأَنَا حَجِيجٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ. وَإِنْ يَخْرُجْ مِنْ بَعْدِي فَكُلُّ امْرِيءٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ. وَاللهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلُّ مُسْلِمٍ. وَإِنَّهُ يَخْرُجُ مِنء خَلَّةٍ بِيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ. فَيَعِيثُ شِمَالاً. يَاعِبَادَ اللهِ! فَاثْبُتُوا. فَإِنِّي سَأَصِفُهُ لَكُمْ صِفُةُ لَمْ يِصِفْهَا إِيَّاهُ نَبِيُّ قَبْلِي. إِنَّهُ يَبْدَأُ فَيُقُولٌ: أَنَا نَبِيٌّ وَلاَ نَبِيَّ بَعْدِي. ثُمَّ يُثَنِّي فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. وَلاَ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا. وَإِنَّه أَعْوَرُ. وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ. وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافْرٌ. يَقْرَؤُهُ كَلُّ مُؤْمِنٍ، كَاتِبٍ أَوْ غَيْرِ كَاتِبٍ. وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ جَنَّةً وَنَاراً. فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجنَّتُهُ نَارٌ، فَمَنِ ابْتُلِيَ بِنَارِهِ، فَلْيَسْتَغِثْ بِاللهِ وَلْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ الْكَهْفِ. فَتَكُونَ عَلَيْهِ بَرْداً وَسَلاَماً. كَمَا كَانَتِ النَّارُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ. وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَقُولُ، لأَعْرَابِيٍّ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وأَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيْطَانَانَ فِي صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّه. فَيَقُولاَنَ: يَابُنَيَّ! اتَّبْعْهُ. فَإِنَّهُ رَبُّكَ. وَإِنْ مِنْ فِتْنتِهِ أَنْ يُسَلَّطَ عَلَى نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، فَيَقْتُلَهَا، وَيَنْشُرَهَا بِالْمِشَارِ، حَتَّى يُلْقَى شِقَّتَيْنِ.ثُمَّ يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هذَا. فإِنِّي أَبْعَثُهُ الآْنَ، ثُمَّ يَزْعُمُ أَنَّ لَهُ رَبّاً غَيْرِي، فَيَبْعَثُهُ اللهُ.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

381