لم يُقصَد إعطاؤه للثانية فالفصل نحو: ﴿ وَإِذَا خَلَوۡاْ ﴾ الآية، لم يُعطَف ½الله يستهزئ بهم¼ على ½قالوا¼ لئلاّ يشاركه في الاختصاص بالظرف لما مرّ، وإلاّ فإن كان بينهما كمال الانقطاع بلا إيهام أو كمال الاتصال أو شبه أحدهما فكذلك، وإلاّ فالوصل، أمّا كمال الانقطاع فلاختلافهما خبرًا وإنشاءً لفظًا ومعنى نحو: ½قَالَ رَائِدُهُمْ أَرْسُوْا نُزَاوِلُهَا¼ أو معنى فقط
(لم يُقصَد إعطاؤه) أي: إعطاء ذلك الحكم (لـ) الجملة (الثانية فالفصل) واجب؛ لأن العطف يوجب التشريك في ذلك الحكم (نحو) قوله تعالى: (﴿وَإِذَا خَلَوۡاْ ﴾ الآية، لم يُعطَف) فيه قولُه (½الله يستهزئ بهم¼ على) قولِه (½قالوا¼) الذي هو مختصّ بالظرف وهو ½إذا¼ بمعنى أنهم يقولونه في خلوهم إلى شياطينهم لا في حال وجود المؤمنين (لئلاّ يشاركه) علّة للنفي أي: انتفى العطف لئلاّ يشارك الثاني للأوّل (في الاختصاص) أي: في كونه مختصًّا (بالظرف) فإنّ الأوّل مختصّ بالظرف (لما مرّ) من أنّ تقديم المفعول ونحوه كالظرف يفيد الاختصاص, فلو عطف عليه لصار استهزاء الله بهم مختصًّا بحال خلوهم إلى شياطينهم مع أنه دائم مستمرّ لا يختصّ به (وإلاّ) أي: وإن لم يكن للأولى حكم لم يقصد إعطاؤه للثانية بأن لم يكن لها حكم أو كان ولكن قصد إعطاؤه للثانية (فإن كان) حينئذ (بينهما) أي: بين الجملتين (كمال الانقطاع بلا إيهام) أي: بدون أن يكون في الفصل إيهام خلاف المراد (أو) كان بينهما (كمال الاتصال أو) كان بينهما (شبه أحدهما) أي: شبه كمال الانقطاع أو شبه كمال الاتصال (فكذلك) أي: فالفصل واجب كما وجب فيما إذا كان للأولى حكم لم يقصد إعطاؤه للثانية, وذلك لأنّ الوصل يقتضي مغايرةً من جهةٍ ومناسبةً من جهةٍ فلا يناسب كمالَ الاتصال ولا شبهَه ولا كمالَ الانقطاع ولا شبهَه (وإلاّ) أي: وإن لم يكن بينهما كمال الانقطاع بلا إيهام ولا كمال الاتصال ولا شبه أحدهما (فالوصل) واجب لوجود سببه وانتفاء مانعه (أمّا كمال الانقطاع) بين الجملتين (فـ) هو (لاختلافهما) أي: لاختلاف الجملتين (خبرًا وإنشاءً لفظًا ومعنى) بأن تكون إحداهما خبرًا في اللفظ والمعنى والأخرى إنشاءً فيهما (نحو) قول الأخطل: (½قَالَ رَائِدُهُمْ) عريفُهم (أَرْسُوْا) أي: أقيموا بهذا المكان الملائم للحرب (نُزَاوِلُهَا¼) بالرفع كأنه قيل ½لماذا أمرتَ بالإرساء¼ فقال ½نزاولها¼ أي: نحاول تلك الحرب, لم يعطفه لأنّه خبرٌ لفظًا ومعنى و½أَرْسُوْا¼ إنشاءٌ لفظًا ومعنى فبينهما كمال الانقطاع (أو) لاختلافهما خبرًا وإنشاءً (معنى فقط) بأن تكون إحداهما خبرًا معنى والأخرى إنشاءً معنى ولم تكونا مختلفتين لفظًا بل كانت كلتاهما خبرًا أو إنشاءً لفظًا