عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

نحو: ½مات فلان رحمه الله¼, أو لأنه لا جامع بينهما كما سيأتي، وأمّا كمال الاتصال فلكون الثانية مؤكِّدة للأولى لدفع توهُّمِ تجوّزٍ أو غلَطٍ نحو: ﴿ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ﴾ فإنه لمّا بولغ في وصفه ببلوغه الدرجةَ القصوى في الكمال بجعل المبتدأ ½ذلك¼ وتعريف الخبر باللام جاز أن يَتوهّم السامع قبل التأمل أنه ممّا يُرمَى به جِزَافًا فأتبعَه نفيًا لذلك, فوِزَانُه وِزَانُ ½نَفْسُه¼ في ½جاءني زيد نفسه¼,   

(نحو ½مات فلان رحمه الله¼) لم يعطف ½رحمه الله¼ على ½مات فلان¼ لاختلافهما خبرًا وإنشاءً معنى وكلتاهما خبر لفظًا فبينهما كمال الانقطاع, ونحو ½أ ليس الله بكاف عبده اتق الله أيها العبد¼ فالأولى خبرٌ معنى والثانية إنشاءٌ معنى وكلتاهما إنشاءٌ لفظًا (أو) كمال الانقطاع بين الجملتين (لأنه) أي: الشأن (لا جامع بينهما) أي: بين الجملتين مع اتفاقهما خبرًا وإنشاءً كانتفاءِ الجامع بين المسند إليهما في ½زيد طويل بكر قصير¼ وبين المسندين في ½زيد طويل صديقه نائم¼ وبينهما معًا في ½زيد قائم العلم نافع¼ (كما سيأتي) بيان الجامع عند تفصيله إلى عقليّ وخياليّ ووهميّ (وأمّا كمال الاتصال) بين الجملتين (فـ) هو (لكون) الجملة (الثانية مؤكِّدة للأولى) معنًى بأن يختلف مفهومهما ولكن يلزم من تقرّر معنى إحداهما تقرّرُ معنى الأخرى, وهذا التأكيد يكون (لدفع توهُّمِ تجوّزٍ أو) لدفع توهّم (غلَطٍ نحو) قوله تعالى: ﴿ ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ﴾ فإنه لمّا بولغ) في الجملة الأولى وهي ½ذلك الكتاب¼ (في وصفه) متعلِّق بـ½بولغ¼ (ببلوغه) متعلِّق بالوصف (الدرجةَ القصوى) أي: البعدى, معمولُ البلوغ (في الكمال) في الهداية, متعلِّق بالبلوغ (بجعل) متعلِّق بـ½بولغ¼ أي: بولغ بجعل (المبتدأ) أي: بإيراد المبتدأ اسم الإشارة وهو (½ذلك¼ و) بـ(تعريف الخبر باللام) أي: وبإيراد الخبر معرّفًا باللام وهو ½الكتاب¼, وإنما حصل بذلك المبالغةُ في وصف الكتاب ببلوغه المرتبةَ العليا في الكمال؛ لأنّ ½ذلك¼ يدلّ على كمالِ العناية بتمييزه ورفعةِ منزلته وتعريفَ الخبر يدلّ على الحصر فالمعنى: أنّ القرآن هو الكتاب الكامل وما عداه من الكتب ناقص عن درجته (جاز) جواب ½لمّا¼ أي: فلمّا بولغ بما ذكر جاز (أن يَتوهّم السامع قبل التأمل) في شأن الكتاب (أنه) أي: قوله ½ذلك الكتاب¼ أي: ما فيه من المبالغة (ممّا يُرمَى) أي: من جملةِ ما يتكلّم (به جِزَافًا) أي: أخذًا بغير تقديرٍ ومعرفةٍ بالكميّة وتكلّمًا من غير خبرةٍ وتيقّظٍ, وهو نصب على المصدريّة أي: يُرمَى به رميًا بطريق الجزاف, وإنما جاز هذا التوهّم لأنّ المبالغة لا تخلو غالبًا من تجوّز (فأتبعَه) أي: فجعل ½لا ريب فيه¼ تابعًا لـ½ذلك الكتاب¼ (نفيًا لذلك) التوهّم (فوِزَانُه) أي: فمرتبةُ ½لا ريب فيه¼ مع ½ذلك الكتاب¼ (وِزَانُ ½نَفْسُه¼) كمرتبة ½نَفْسُه¼ مع ½زيد¼ (في) قولك (½جاءني زيد نفسه¼) في كونه نافيًا لتوهّم التجوّز


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229