عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

التنبيهُ على نِعَم الله تعالى والثاني أوفَى بتأديته لدلالته عليها بالتفصيل من غير إحالة على علم المخاطَبين المُعانِدين, فوِزانُه وِزَانُ ½وَجْهُه¼ في ½أعجبني زَيدٌ وَجهُه¼ لدخول الثاني في الأوّل, ونحو: أَقُوْلُ لَهُ ارْحَلْ لاَ تُقِيْمَنَّ عِنْدَنَا * وَإِلاَّ فَكُنْ فِي السِرِّ وَالْجَهْرِ مُسْلِمًا فإنّ المراد به كمالُ إظهار الكَراهة لإقامته, وقوله: ½لا تقيمن عندنا¼ أوفَى بتأديته لدلالته عليه بالمطابقة مع التأكيد, فوزانُه وزانُ ½حُسْنُهَا¼ في ½أعجبني الدار حُسْنُها¼ لأنّ عدم الإقامة مغايرٌ للارتحال وغيرُ داخل فيه مع ما بينهما من الملابسة,...............................................

(التنبيهُ على نِعَم الله تعالى والثاني) أي: ½أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون¼ (أوفَى بتأديته) أي: بتأدية المراد (لدلالته عليها) أي: لدلالة الثاني على نعم الله تعالى (بالتفصيل) بخلاف الأوّل أي: ½أمدكم بما تعلمون¼ فإنه يدلّ عليها بالإجمال (من غير إحالة) أي: من غير أن يحال تفصيلها (على علم المخاطَبين المُعانِدين) كما أحيل في الأوّل (فوِزانُه) أي: فمرتبة الثاني مع الأوّل (وِزَانُ) أي: كمرتبة (½وَجْهُه¼) مع ½زَيدٌ¼ (في) قولك (½أعجبني زَيدٌ وَجهُه¼ لدخول الثاني في الأوّل) لأنّ الأوّل يشمل النعمَ المذكورة في الثاني وغيرَها من السمع والبصر والعزّ والراحة, فما ذُكِر في الثاني بعضُ ما ذكر في الأوّل كما أنّ الوجه بعض زيد هذا. ولعلّك علمتَ أنّ الأوّل أوفَى من جهة العموم والثاني أوفَى من جهة التفصيل (و) بدل الاشتمال (نحو) قول الشاعر (أَقُوْلُ لَهُ ارْحَلْ لاَ تُقِيْمَنَّ عِنْدَنَا * وَإِلاَّ فَكُنْ فِي السِرِّ وَالْجَهْرِ مُسْلِمًا فإنّ المراد به) أي: بقوله ½ارحل¼ (كمالُ إظهار الكراهة لإقامته) أي: لإقامة مخاطبه (وقوله ½لا تقيمن عندنا¼ أوفَى بتأديته) أي: بتأدية هذا المراد (لدلالته عليه) أي: لدلالة ½لا تقيمن عندنا¼ على كمال إظهار الكراهة (بالمطابقة) فإنه يقال ½لا تقم عندي¼ ويُقصَد به عرفًا إظهارُ الكراهة لحضوره (مع) ما فيه من (التأكيد) بالنون, بخلاف ½ارحل¼ فإنه يدلّ على كراهة الإقامة لزومًا لأنه لطلب الرحيل وطلب الشيء عرفًا يقتضي غالبًا محبّته ومحبّة الشيء تستلزم كراهة ضدّه وضدّ الرحيل الإقامةُ (فوزانُه) أي: وزانُ ½لا تقيمن عندنا¼ مع ½ارحل¼ (وزانُ ½حُسْنُهَا¼) مع ½الدار¼ (في) قولك (½أعجبني الدار حُسْنُها¼ لأنّ عدم الإقامة) الذي هو مطلوب بالثاني (مغايرٌ للارتحال) الذي هو مطلوب بالأوّل فلا يكون تأكيدًا له (وغيرُ داخل فيه) أي: في الارتحال فلا يكون بدل البعض (مع ما بينهما) أي: بين عدم الإقامة والارتحال (من الملابسة) اللزوميّة لأنّ الأمر بالشيء كالرحيل يستلزم النهي عن ضدّه كالإقامة فيكون الثاني بدل اشتمال من الأوّل كما أنّ ½حُسْنُها¼ بدل اشتمال من ½الدار¼


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229