عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

أو بيانًا لها لخَفائها نحو: ﴿ فَوَسۡوَسَ إِلَيۡهِ ٱلشَّيۡطَٰنُ قَالَ يَٰٓـَٔادَمُ هَلۡ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلۡخُلۡدِ وَمُلۡكٖ لَّا يَبۡلَىٰ [طه:١٢٠] فـإنّ وزانه وزانُ ½عمر¼ في قوله: ½أقسم بالله أبو حفص عمر¼, وأمّا كونها كالمنقطعة عنها فلكون عطفها عليها مُوهِمًا لعطفها على غيرها, ويسمّى الفصلُ لذلك ½قطعًا¼ مثاله: وَتَظُنُّ سَلْمَى أَنِّنِيْ أَبْغِيْ بِهَا * بَدَلاً أُرَاهَا فِي الضَلاَلِ تَهِيْمُ ويحتمل الاستيناف، وأمّا كونها كالمتصلة بها فلكونها جوابًا لسؤال اقتضته الأولى فتُنزَّل منزلتَه فتُفصَل عنها

(أو بيانًا) عطف على ½مؤكِّدة¼ أي: أو كمال الاتصال بين الجملتين لكون الثانية بيانًا (لها) أي: للأولى, وإنما جيء ببيانها (لخَفائها) أي: لخَفاء الأولى (نحو) قوله تعالى: (﴿فَوَسۡوَسَ إِلَيۡهِ ٱلشَّيۡطَٰنُ قَالَ يَٰٓـَٔادَمُ هَلۡ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلۡخُلۡدِ وَمُلۡكٖ لَّا يَبۡلَىٰ﴾ فإنّ وزانه) أي: مرتبة ½قال يا آدم...الخ¼ مع قوله ½وسوس إليه الشيطان¼ (وزانُ ½عمر¼) أي: كمرتبة ½عمر¼ مع ½أبو حفص¼ (في قوله) أي: في قول أعرابيّ أتى عمر بن الخطاب: (½أقسم بالله أبو حفص عمر¼) لأنه بيان لوسوسة الشيطان كما أنّ ½عمر¼ بيان لـ½أبو حفص¼ (وأمّا كونها) أي: كون الثانية (كالمنقطعة عنها) أي: عن الأولى, أي: وأمّا شبه كمال الانقطاع بين الجملتين (فـ) هو (لكون عطفها عليها) أي: لكون عطف الثانية على الأولى (مُوهِمًا لعطفها) أي: موقعًا في وهم السامع أنّ الثانية معطوفة (على غيرها) أي: غير الأولى التي يصحّ عليها العطف مع أنّ العطف على ذلك الغير غير مقصود (ويسمّى) في الاصطلاح (الفصلُ) أي: تركُ العطف الذي (لذلك) أي: لكون العطف موهمًا لخلاف المقصود (قطعًا) لأن هذا الفصل يقطع توهّم خلاف المراد (مثاله) أي: مثال الفصل المسمّى بالقطع قولُ الشاعر: (وَتَظُنُّ سَلْمَى أَنِّنِيْ أَبْغِيْ بِهَا * بَدَلاً أُرَاهَا) أي: أظنّها (فِي الضَلاَلِ تَهِيْمُ) فوجد الجهة الجامعة بين ½تظنّ سلمى¼ و½أراها¼ للاتحادِ بين المسندين وشبهِ التضايف بين المسند إليهما لأنهما محبّ ومحبوب ولكن قطع الثانية لئلاّ يتوهّم أنّها عطف على ½أبغي¼ وداخلة في مظنون سلمى وهو خلاف المقصود (ويحتمل) قولُه ½أراها¼ (الاستيناف) بأن كان جوابًا لسؤال مقدّر ناش عمّا قبله فكأنه قيل ½كيف تراها في هذا الظنّ¼ فقال ½أراها مخطئة تتحيّر في أودية الضلال¼ (وأمّا كونها) أي: كون الثانية (كالمتصلة بها) أي: بالأولى, أي: وأمّا شبه كمال الاتصال بين الجملتين (فـ) هو (لكونها) أي: لكون الثانية (جوابًا لسؤال اقتضته) الجملةُ (الأولى فـ) بسبب اقتضائها سؤالاً (تُنزَّل) الأولى (منزلتَه) أي: منزلةَ ذلك السؤال المقدّر لأنّ السبب ينزَّل منزلة المسبّب (فتُفصَل) الثانية (عنها) أي: عن الأولى بترك العاطف


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229