وإمّا جملةٌ مسبَّبةٌ عن مذكور نحو: ﴿ لِيُحِقَّ ٱلۡحَقَّ وَيُبۡطِلَ ٱلۡبَٰطِلَ ﴾ [الأنفال:٨] أي: فعل ما فعل, أوسببٌ لمذكور نحو: ﴿ فَٱنفَجَرَتۡ﴾ [البقرة:٦٠] إنْ قُدِّر ½فَضَرَبَهُ بِهَا¼, ويجوز أنْ يُقدَّر ½فإن ضربت بها فقد انفجرت¼, أو غيرُهما نحو: ﴿ فَنِعۡمَ ٱلۡمَٰهِدُونَ ﴾ [الذاريات:٤٨] على ما مرّ, وإمّا أكثر من جملة نحو: من جملة نحو: ﴿ أَنَا۠ أُنَبِّئُكُم بِتَأۡوِيلِهِۦ فَأَرۡسِلُونِ 45 يُوسُفُ ﴾ [يوسف:٤٥-٤٦] أي: إلى يوسف لأستعبره الرؤيا ففعلوا فأتاه فقال له يا يوسف, والحذف على وجهين أن لا يقام شيء مقام المحذوف كما مرّ, وأن يقام نحو: ﴿ وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِكَۚ﴾ [فاطر:٤]..................................
دليل على أنّ الذين لا يساوون المنفقين والمقاتلين قبل الفتح هم المنفقون والمقاتلون بعده (وإمّا جملةٌ) عطف على ½جزء جملة¼ أي: المحذوف إمّا جزءُ جملةٍ وإمّا جملةٌ, والمراد بالجملة هنا الكلام الذي لا يكون جزءً من كلام آخر ولذا عدّ الشرط والجزاء من جزءِ جملةٍ (مسبَّبةٌ) نعت لـ½جملةٌ¼ أي: إذا كان المحذوف جملة فهي إمّا مسبّبة (عن) سبب (مذكور نحو) قوله تعالى: (﴿لِيُحِقَّ ٱلۡحَقَّ وَيُبۡطِلَ ٱلۡبَٰطِلَ ﴾) فهذا سبب مذكور حذفت جملته المسبّبة (أي: فعل ما فعل) ليحقّ...إلخ (أوسببٌ لـ) مسبّب (مذكور نحو) قوله تعالى: (﴿فَٱنفَجَرَتۡ﴾) فهذا مسبّب مذكور حُذِف جملته السبب (إنْ قُدِّر ½فَضَرَبَهُ بِهَا¼) فيكون المحذوف جملة (ويجوز أنْ يُقدَّر ½فإن ضربت بها فقد انفجرت¼) فيكون المحذوف جزءَ جملة شرطًا (أو غيرُهما) أي: غيرُ المسبّب والسبب (نحو) قوله تعالى: (﴿فَنِعۡمَ ٱلۡمَٰهِدُونَ ﴾) فحذف فيه جملة ليست مسبّبة ولا سببًا إذ التقدير: هم نحن (على ما مرّ) في بحث الاستئناف من أنه حذف فيه المبتدأ والخبر على قول من يجعل المخصوص خبرَ مبتدأ محذوف (وإمّا أكثر) عطف على قوله ½إمّا جملة¼ أي: المحذوف إمّا جزءُ جملةٍ وإمّا جملةٌ واحدةٌ وإمّا أكثرُ (من جملة) واحدة (نحو) قوله تعالى حكاية عن صاحب السجن حين ذكر الملِك رؤياه: (﴿أَنَا۠ أُنَبِّئُكُم بِتَأۡوِيلِهِۦ فَأَرۡسِلُونِ 45 يُوسُفُ ﴾) فحذف فيه جمل خمس كما أشار إليه بقوله (أي:) فأرسلونِي (إلى يوسف لأستعبره الرؤيا ففعلوا فأتاه فقال له يا يوسف) ثمّ أشار إلى أنّ الحذف إمّا مع قيام شيء مقام المحذوف وإمّا بدون ذلك فقال (والحذف على وجهين) الوجه الأوّل (أن لا يقام شيء مقام المحذوف كما مرّ) في الأمثلة السابقة (و) الوجه الثاني (أن يقام) شيء مقام المحذوف ممّا يدلّ عليه كالعلّة والسبب (نحو) قوله تعالى: (﴿وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِكَۚ﴾) فحذف فيه جزاء الشرط