عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

الشروعُ في الفعل نحو: ½بسم الله¼ فيقدّر ما جُعِلت التسميةُ مبدأ له, ومنها الاقتران كقولهم للمُعرِس: ½بالرِفاء والبَنين¼ أي: أَعْرَسْتَ. والإطناب إمّا بالإيضاح بعد الإبهام ليرى المعنى في صورتين مختلفتين أو ليتمكّن في النفس فضلَ تمكّن أو لتكمُل لذّةُ العِلم به نحو: ﴿ رَبِّ ٱشۡرَحۡ لِي صَدۡرِي ﴾ [طه:٢٥], فإنّ ½اشْرَحْ لِيْ¼ يفيد طلبَ شرحٍ لشيءٍ مّا له و½صَدْرِيْ¼ يفيد تفسيرَه, ومنه بابُ ½نِعْمَ¼     

بعد دلالة العقل على أصل الحذف, فالعقل هو الدالّ على أصل الحذف في الجميع وأمّا تعيين المحذوف فتارة يدلّ عليه العقل وتارة يدلّ عليه غيره (الشروعُ في الفعل نحو) قولنا (½بسم الله¼) فالعقل يدلّ على أنّ هنا حذفًا لأنّ الجارّ والمجرور لا بدّ له من تعلّقه بشيء, والشروع في فعل من الأفعال يعيّن المحذوفَ (فيقدّر ما) أي: فعلٌ خاصّ (جُعِلت التسميةُ مبدأ له) أي: لذلك الفعل فيُقدَّر عند القراءة ½أقرء¼ وعند الأكل ½آكل¼ وهكذا, ويجوز تقدير ½أبتدئ¼ في الكلّ (ومنها) يعني: ومن أدلّة تعيين المحذوف بعد دلالة العقل على أصل الحذف (الاقتران) أي: مقارنة الكلام الذي وقع فيه الحذف لحال من الأحوال (كقولهم) أي: قول الجاهليّة (للمُعرِس) أي: للمتزوّج (½بالرِفاء والبَنين¼) فمقارنة هذا الكلام لإعراس المخاطَب يدلّ على تعيين المحذوف (أي: أَعْرَسْتَ) متلبّسًا بالاتّفاق بينك وبين زوجتك ومتلبّسًا بولادة البنين, وفي قولهم هذا احتراز عن البنات فعلّمَنا الشرعُ أن نقول له ((بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير)) (والإطناب) وهو كما مرّ تأدية أصل المراد بلفظ زائد عليه لفائدة, وهو يحصل (إمّا بالإيضاح بعد الإبهام) أي: ببيان شيء من الأشياء بعد إبهامه, وذلك (ليرى) السامع (المعنى في صورتين مختلفتين) مبهمةٍ وموضحةٍ, وإدراك الشيء من جهة الإبهام ثمّ من جهة التفصيل عِلمان والعِلمان خير من عِلم واحد (أو) ذلك (ليتمكّن) المعنى الموضح بعد إبهامه (في النفس) أي: في نفس السامع (فضلَ تمكّن) لأنّ إبهامه يوجِب التشوّق له فإذا أوضِح بعده يقع في النفس فضلَ وقوع (أو) ذلك (لتكمُل) للسامع (لذّةُ العِلم به) أي: بالمعنى؛ لأنّ العلم بالشيء بعد التشوّق ألذّ (نحو) قوله تعالى حكاية عن موسى على نبيّنا وعليه الصلاة والسلام: (﴿رَبِّ ٱشۡرَحۡ لِي صَدۡرِي) ففيه الإيضاح بعد الإبهام (فإنّ) أي: لأنّ قوله (½اشْرَحْ لِيْ¼ يفيد طلبَ شرحٍ لشيءٍ مّا له) أي: للمتكلم, لأنّ الجارّ والمجرور صفة لموصوف محذوف أي: ½اشرح شيئًا كائنًا لي¼ وهذا هو الإبهام (و½صَدْرِيْ¼ يفيد تفسيرَه) أي: يفيد بيانَ ذلك الشيء وهذا هو الإيضاح, ثمّ المثال صالح لكلّ من النِكات الثلاث (ومنه) أي: ومن الإيضاح بعد الإبهام (بابُ ½نِعْمَ¼) أي: أفعالُ المدح والذمّ


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229