﴿ كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ 3 ثُمَّ كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ ﴾ [التكاثر:٣-٤] وفي ½ثُمَّ¼ دلالة على أنّ الإنذار الثاني أبلغ, وإمّا بالإيغال فقيل هو ختم البيت بما يُفيد نكتةً يتمّ المعنى بدونها كزيادة المبالغة في قولها: وَإِنَّ صَخْرًا لَتَأْتَمُّ الْهُدَاةُ بِهِ *كَأَنَّهُ عَلَمٌ فِيْ رَأْسِهِ نَارُ, وتحقيق التشبيه في قوله: كَأَنَّ عُيُوْنَ الْوَحْشِ حَوْلَ خِبَائِنَا* وَأَرْحُلِنَا الْجَزْعُ الَذِيْ لَمْ يُثَقَّبِ, وقيل لا يختصّ بالشعر ومُثِّل بقوله تعالى: ﴿ٱتَّبِعُواْ
مَن لَّا يَسَۡٔلُكُمۡ أَجۡرٗا وَهُم مُّهۡتَدُونَ﴾ [يس:٢١], وإمّا بالتذيـيل وهو تعقيب الجملة بجملة أخرى تشتمل على معناها........................
(﴿كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ 3 ثُمَّ كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ ﴾) فـ½كلاّ¼ ردع عن الانهماك في الدنيا و½سوف تعلمون¼ تخويف وتكرارهما لتأكيدهما (وفي) العطف بـ(½ثُمَّ¼ دلالة على أنّ الإنذار الثاني أبلغ) من الأوّل؛ وذلك لأنه قد استعير ½ثمّ¼ الموضوعة للبعد الزماني للبعد المعنوي بمعنى أنّ المعطوف أعلى مرتبةً ممّا قبله (وإمّا بالإيغال) اختلف في معناه الاصطلاحيّ (فقيل هو ختم البيت بما) أي: بلفظٍ (يُفيد نكتةً) لا يتوقّف أصل المعنى عليها بل (يتمّ المعنى بدونها) أي: بدون تلك النكتة أيضًا (كزيادة المبالغة في قولها) أي: قول الخنساء في مرثية أخيها صخر (وَإِنَّ صَخْرًا لَتَأْتَمُّ) أي: تقتدي (الْهُدَاةُ بِهِ *) أي: بصخر (كَأَنَّهُ عَلَمٌ) أي: جبل مرتفع (فِيْ رَأْسِهِ نَارُ) ففي قولها ½كأنه علم¼ مبالغة في ظهوره في الاهتداء وفي زيادة قولها ½في رأسه نار¼ زيادة المبالغة (و) كـ(تحقيق التشبيه) بأن يذكر ما يدلّ على أنّ المشبّه مساوٍ للمشبّه به في وجه الشبه (في قوله) أي: قول امرئ القيس (كَأَنَّ عُيُوْنَ الْوَحْشِ) أي: عيون الظباء وبقر الوحش المصطادة لنا (حَوْلَ خِبَائِنَا *) أي: قرب خيامنا (وَأَرْحُلِنَا) عطف تفسير على ½خبائنا¼ (الْجَزْعُ الَذِيْ لَمْ يُثَقَّبِ) الجزْع عقيق فيه دوائر البياض والسواد, شبّه العيون بالجزْع لكنّه إذا كان مثقّبًا يخالف العيون في الشكل مخالفةً مّا؛ لأنّ العيون لا تثقيب فيها فزاد قوله ½لم يثقّب¼ ليبيّن أنّ الطرفين متساويان في الشكل الذي هو وجه الشبه مساواةً تامّة, فهذه الزيادة لتحقيق التشبيه (وقيل لا يختصّ) الإيغال (بالشعر) بل هو ختم الكلام شِعرًا كان أو نَثْرًا بما يفيد نكتةً يتمّ المعنى بدونها (ومُثِّل) الإيغال (بقوله تعالى:) ﴿ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ 20 (قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ﴾) فقوله ½وهم مهتدون¼ يتمّ المعنى بدونه أعني الحثَّ على الاتّباع والترغيبَ في الرسل ولكنّ فيه نكتةَ زيادة الحثّ والترغيب؛ لأنّ الرسل إذا كانوا مهتدين واتّبعهم الإنسان فلا يخسر شيئًا لا من دينه ولا من دنياه (وإمّا بالتذييل وهو تعقيب الجملة بجملة) أي: جعل الجملة عقب جملة (أخرى تشتمل) تلك الجملة المجعولة عقب أخرى (على معناها) أي: على معنى الجملة الأولى