والتنبيهِ في قوله: وَاعْلَمْ فَعِلْمُ الْمَرْءِ يَنْفَعُهُ * أَنْ سَوْفَ يَأْتِيْ كُلُّ مَا قُدِّرَا, وممّا جاء بين كلامين وهو أكثر من جملة أيضًا قولُه تعالى: ﴿ فَأۡتُوهُنَّ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ 222 نِسَآؤُكُمۡ حَرۡثٞ لَّكُمۡ﴾ [البقرة:٢٢٢-٢٢٣], فإنّ قوله: ﴿ نِسَآؤُكُمۡ حَرۡثٞ لَّكُمۡ﴾ بيان لقوله: ﴿ فَأۡتُوهُنَّ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُۚ﴾, وقال قوم قد تكون النكتة فيه غيرَ ما ذُكِر, ثم جوّز بعضهم وقوعَه آخِرَ جملةٍ لا تليها جملة متّصلة بها, فيشمَل التذييلَ وبعضَ صور التكميل, وبعضهم كونَه غيرَ جملة فيشمَل بعضَ صور التتميم والتكميل, وإمّا بغير ذلك كقوله تعالى: ﴿ ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ..
أجهر, فقوله ½وبلّغتها¼ اعتراض للدعاء في أثناء كلام, والواو في مثله تسمّى اعتراضية (و) كـ(التنبيه في قوله) أي: قول الشاعر (وَاعْلَمْ فَعِلْمُ الْمَرْءِ يَنْفَعُهُ * أَنْ سَوْفَ يَأْتِيْ كُلُّ مَا قُدِّرَا) فقوله ½فعلم المرء ينفعه¼ اعتراض في أثناء كلام للتنبيه (وممّا) أي: ومن الاعتراض الذي (جاء بين كلامين) متّصلين معنى (وهو) أي: الاعتراض (أكثر من جملة أيضًا قولُه تعالى: ﴿ فَأۡتُوهُنَّ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ 222 نِسَآؤُكُمۡ حَرۡثٞ لَّكُمۡ﴾) فقوله ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ ﴾ أكثر من جملة وهو اعتراض بين كلامين متصلين معنى للترغيب في المأمور به والتنفير عن المنهيّ عنه (فإنّ) أي: لأنّ (قوله: ﴿ نِسَآؤُكُمۡ حَرۡثٞ لَّكُمۡ﴾ بيان لقوله: ﴿ فَأۡتُوهُنَّ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُۚ﴾)؛ لأنّ موضع الإتيان كان مجملاً في الأوّل ففُصِّل بالثاني فهما متّصلان معنى (وقال قوم قد تكون النكتة فيه) أي: في الاعتراض (غيرَ ما ذُكِر) من النِكات كدفع إيهام خلاف المقصود (ثم جوّز بعضهم) أي: بعض القوم (وقوعَه) أي: وقوع الاعتراض (آخِرَ جملةٍ لا تليها جملة متّصلة بها) بأن لم يكن بعد الاعتراض جملة أصلاً فيقع الاعتراض في آخر الكلام أو كانت ولم تكن متّصلة معنى بجملة قبل الاعتراض فيقع الاعتراض في أثناء الكلام (فـ) الاعتراض عند هؤلاء وهو أن يؤتى في أثناءِ الكلام أو آخرِه أو بين كلامين بجملة أو أكثر لا محلّ لها من الإعراب (يشمَل التذييلَ) أي: فكلّ تذييل يصدق عليه الاعتراض؛ لأنّ التذييل يجب أن يكون بجملة لا محلّ لها من الإعراب (و) يشمل أيضًا (بعضَ صور التكميل) أي: ويصدق أيضًا الاعتراض على بعض صور التكميل كما إذا كان التكميل بجملة لا محلّ لها من الإعراب (و) جوّز (بعضهم) أي: بعض القوم (كونَه) أي: كون الاعتراض (غيرَ جملة فـ) فالاعتراض عند هؤلاء (يشمَل بعضَ صور التتميم و) يشمَل بعضَ صور (التكميل) كما إذا كان التتميم أو التكميل في أثناء الكلام أو بين كلامين متّصلين (وإمّا بغير ذلك) أي: بغير ما ذكر من وجوه الإطناب, عطف على ½بالإيضاح بعد الإبهام¼ (كقوله تعالى: ﴿ ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ) عطف على ½الذين¼ (يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ) يقولون ½سبحان الله وبحمده¼