عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

وهو به أشهر, أو تزيينُه كما في تشبيه وجه أسود بمقلة الظبي, أو تشويهُه كما في تشبيه وجه مجدور بسَلْحة جامدة قد نَقَرَتْها الدِيَكةُ, أو استطرافُه كما في تشبيه فحم فيه جَمْر مُوقَد ببحر من المِسْك مَوْجُهُ الذهَبُ لإبرازه في صورة الممتنع عادةً, وللاستطراف وجه آخر وهو أن يكون المشبّه به نادرَ الحضور في الذهن إمّا مطلقًا كما مرّ, وإمّا عند حضور المشبّه كما في قوله: وَلاَزِوَرْدِيَّةٍ تَزْهُوْ بِزُرْقَتِهَا * بَيْنَ الرِيَاضِ عَلَى حُمْرِ الْيَوَاقِيْتِ * كَأَنَّهَا

(وهو به أشهر) أي: وتقتضي أن يكون المشبّه به أشهر بوجه الشبه (أو) الغرض العائد إلى المشبّه هو (تزيينُه) أي: تحسين المشبّه للترغيب فيه (كما في تشبيه وجه أسود بمقلة الظبي) لأنّ السواد في العين حسن بالجبّلة, والمقلة الشحمة التي تجمع السواد والبياض (أو) هو (تشويهُه) أي: تقبيح المشبّه للتنفير عنه (كما في تشبيه وجه مجدور) أي: مصاب بالجدرى وهو حَبّ يخرج في الإنسان أو غيره يمرضه ويبرأ غالبًا على حفر يتركها في الوجه أو البدن (بسَلْحة جامدة) أي: بعذرة يابسة (قد نَقَرَتْها) أي: نقبتها بالمنقار (الدِيَكةُ) جمع الديك (أو) هو (استطرافُه) أي: جعله جديدًا للاستلذاذ به لأن لكلّ جديد لذّة (كما في تشبيه فحم فيه جَمْر مُوقَد ببحر من المِسْك) الذائب (مَوْجُهُ الذهَبُ) الذائب, ووجه الشبه هو الهيئة الحاصلة من وجود شيء مضطرب مائل إلى الحمرة في وسط شيء أسود, وإنما استطرف المشبّه في هذا التشبيه (لإبرازه) أي: لإظهار المشبّه فيه (في صورة) الأمر (الممتنع) فإنّ البحر من المسك وأمواجه الذهب يمتنع (عادةً) والممتنع عادةً مستطرف بديع (وللاستطراف) أي: لاستطراف المشبّه (وجه آخر) سوى الإبراز المذكور (وهو أن يكون المشبّه به نادرَ الحضور في الذهن إمّا) أن تكون ندرة المشبّه به (مطلقًا) أي: غيرَ مقيّد ندرتُه بحضور المشبّه (كما مرّ) في تشبيه الفحم بالبحر؛ فإنّ بحرًا من المِسْك مَوْجُه ذهب نادر الحضور في الذهن مطلقًا لأنه لا وجود له في الخارج, فلاستطراف المشبّه في ذلك التشبيه جهتان إبرازُ المشبّه في صورة الممتنع عادةً وندرةُ حضور المشبّه به في الذهن (وإمّا) أن تكون ندرة المشبّه به (عند حضور المشبّه) لا مطلقًا لكون المشبّه به معتادًا (كما في قوله) أي: قول أبي العتاهية يصف البنفسج (وَلاَزِوَرْدِيَّةٍ) الواو واو ½ربّ¼ و½لازورديّة¼ نسبة للحجر المعروف باللازورد وهي صفة لمحذوف أي: ربّ أزهارٍ من البَنَفْسَج مُشابِهةٍ باللازورد في اللون (تَزْهُوْ) أي: تكبّر, والمراد أنّ لها علوًا وارتفاعًا في نفسها (بِزُرْقَتِهَا *) أي: مع زرقتها, حالَ كونها (بَيْنَ الرِيَاضِ عَلَى حُمْرِ الْيَوَاقِيْتِ *) صلة لـ½تزهو¼ وهو من إضافة الصفة إلى الموصوف, والمراد باليواقيت شقائق النعمان (كَأَنَّهَا) أي: كأنّ اللازورديّة حال كونها


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229