من ترجيح أحد المتساويين كقوله: تَشَابَهَ دَمْعِيْ إِذْ جَرَى وَمُدَامَتِيْ * فَمِنْ مِثْلِ مَا فِي الْكَأْسِ عَيْنِيْ تَسْكُبُ * فَوَاللهِ مَا أَدْرِيْ أَبِالْخَمْرِ أَسْبَلَتْ * جُفُوْنِيْ أَمْ مِنْ عَبْرَتِيْ كُنْتُ أَشْرَبُ, ويجوز التشبيهُ أيضًا كتشبيه غرّة الفرس بالصبح وعكسه متى أريد ظهور منيرٍ في مظلمٍ أكثرَ منه, وهو باعتبار الطرفين إمّا تشبيه مفرد بمفرد وهما غير مقيّدين كتشبيه الخد بالورد, أو مقيّدان كقولهم: ½هوكالراقم على الماء¼, أو مختلفان كقوله: ½وَالشَمْسُ كَالْمِرْآةِ فِيْ كَفِّ الْأَشَلِّ¼ وعكسه, وإمّا تشبيه مركّب بمركّب كما في بيت بَشَّار, وإمّا تشبيه مفرد بمركّب كما مرّ من تشبيه الشقيق, وإمّا تشبيه مركّب بمفرد كقوله: يَا صَاحِبَيَّ تَقَصَّيَا نَظَرَيْكُمَا *
(من ترجيح أحد المتساويين) في وجه الشبه (كقوله) أي: قول إبراهيم الصابي اليهوديّ (تَشَابَهَ) في الحمرة (دَمْعِيْ إِذْ جَرَى وَمُدَامَتِيْ *) أي: خَمْرتي ( فَمِنْ مِثْلِ مَا) أي: مثل الخمر التي (فِي الْكَأْسِ عَيْنِيْ تَسْكُبُ * فَوَاللهِ مَا أَدْرِيْ أَبِالْخَمْرِ أَسْبَلَتْ *) أي: أبالخَمْر سَالتْ (جُفُوْنِيْ أَمْ مِنْ عَبْرَتِيْ) أي: دمعي (كُنْتُ أَشْرَبُ) فترك تشبيه الدمع بالخمر إلى الحكم بالتشابه لقصد التساوي بينهما في الحمرة (ويجوز) عند إرادة الجمع بين شيئين في أمر (التشبيهُ أيضًا) وإن لم يكن أحسنَ (كتشبيه غرّة الفرس بالصبح و) كـ(عكسه) أي: تشبيه الصبح بغرّة الفرس (متى أريد) راجع لقوله ½كتشبيه...إلخ¼ أي: متى قصد أنّ وجه الشبه (ظهور) شيء (منيرٍ) كالغرّة والصبح (في) شيء (مظلمٍ أكثرَ منه) أي: أكثر من ذلك المنير كالفرس والليل (وهو) أي: والتشبيه (باعتبار الطرفين) أربعة أقسام لأنّه (إمّا تشبيه مفرد بمفرد وهما) أي: والحال أنّ المفردين (غير مقيّدين) بوصف ومجرور وحال وغيرها ممّا يكون له تعلّق بوجه الشبه (كتشبيه الخد بالورد) في ½خدّه كالورد¼ (أو) الحال أنهما (مقيّدان) بما ذكر (كقولهم ½هوكالراقم على الماء¼) فالمشبّه هو الساعي المقيّد بأن لا يحصل من سعيه على طائل والمشبّه به هو الراقم المقيّد بأن يكون رقمه على الماء (أو) الحال أنهما (مختلفان) بأن يكون أحدهما مفردًا والآخر مقيّدًا (كقوله ½وَالشَمْسُ كَالْمِرْآةِ فِيْ كَفِّ الْأَشَلِّ¼) فالمشبّه أعني الشمس غير مقيّد والمشبّه به أعني المرآة مقيّد بكونه في كفّ الأشلّ (و) كـ(عكسه) أي: كتشبيه المرآة في كفّ الأشلّ بالشمس تشبيهًا مقلوبًا (وإمّا تشبيه مركّب) من عدة أمور (بمركّب) من عدة أمور (كما في بيت بَشَّار) الإضافة للعهد أشير بها إلى ما تقدّم وهو ½كأنّ مثار النقع...إلخ¼ (وإمّا تشبيه مفرد بمركّب كما مرّ من تشبيه الشقيق) بأعلام ياقوتيّة نشرن على رماح زبرجديّة (وإمّا تشبيه مركّب بمفرد كقوله) أي: قول أبي تمّام (يَا صَاحِبَيَّ تَقَصَّيَا نَظَرَيْكُمَا *) أي: اجتهدا في النظر