عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

إمّا تمثيل وهو ما وجهه منتزَع من متعدِّد كما مرّ, وقيّده السكّاكيُّ بكونه غيرَ حقيقيّ كما في تشبيه مثل اليهود بمثل الحمار, وإمّا غير تمثيل وهو بخلافه, وأيضًا إمّا مُجمَل وهو ما لم يُذكَر وجهه, فمنه ظاهر يفهمه كلُّ أحد نحو: ½زيد كالأسد¼, ومنه خفيّ لا يُدرِكه إلاّ الخاصّةُ كقول بعضهم: ½هُمْ كَالْحَلْقَةِ الْمُفْرَغَةِ لاَ يُدْرَى أَيْنَ طَرَفَاهَا¼ أي: هم متناسبون في الشرف كما أنها متناسبة الأجزاء في الصورة, وأيضًا منه ما لم يُذكَر فيه وصفُ أحد الطرفين, ومنه ما ذُكِر فيه وصف المشبّه به وحدَه, ومنه ما ذُكِر فيه وصفهما كقوله: صَدَفْتُ عَنْهُ وَلَمْ تَصْدِفْ مَوَاهِبُهُ * عَنِّيْ وَعَاوَدَهُ ظَنِّيْ....................................................

إلى التمثيل وغير التمثيل وإلى المجمل والمفصل وإلى قريب مبتذل وبعيد غريب, فالتشبيه باعتبار وجه الشبه (إمّا تمثيل وهو ما) أي: تشبيهٌ (وجهه منتزَع من متعدِّد كما مرّ) في تشبيهِ الثريّا بعنقود الملاحيّة وتشبيهِ مثار النقع مع الأسياف بالليل مع الكواكب (وقيّده) أي: وقيّد الوجهَ المنتزَعَ من المتعدِّد (السكّاكيُّ بكونه) وصفًا (غيرَ حقيقيّ) أي: اعتباريًّا (كما في تشبيه مثل اليهود بمثل الحمار) فإنّ وجه الشبه فيه وصف منتزَع من متعدِّد وليس حقيقيًّا بل اعتباريًّا (وإمّا غير تمثيل وهو بخلافه) أي: بخلاف التمثيل أي: تشبيه لا يكون وجهه منتزَعًا من متعدِّد بل من مفرد كما في تشبيه العلم بالنور (وأيضًا) التشبيه باعتبار وجهه (إمّا) تشبيه (مُجمَل وهو ما) أي: تشبيهٌ (لم يُذكَر وجهه) بل حذف وهو على قسمين (فمنه) أي: فمن التشبيه المجمل ما هو (ظاهر) وجهُه (يفهمه) أي: يفهم ذلك الوجه (كلُّ أحد نحو ½زيد كالأسد¼) أي: في الجرأة (ومنه) ومن التشبيه المجمل ما هو (خفيّ) وجهُه (لا يُدرِكه) أي: لا يدرك ذلك الوجه (إلاّ الخاصّةُ كقول بعضهم) وهو كعب بن معدان الأشعريّ (½هُمْ) أي: بنو المهلّب (كَالْحَلْقَةِ الْمُفْرَغَةِ) وهي التي أذيب أصلها من ذهب أو نحوه وأفرغت في القالب (لاَ يُدْرَى أَيْنَ طَرَفَاهَا¼ أي: هم متناسبون في الشرف كما أنها) أي: الحَلْقةَ المُفْرَغة (متناسبة الأجزاء في الصورة و) نعود (أيضًا) إلى تقسيم آخر للتشبيه المجمل فنقول (منه) أي: من التشبيه المجمل (ما) أي: تشبيهٌ (لم يُذكَر فيه وصفُ أحد الطرفين) الدالُّ على وجه الشبه نحو ½بكر حاتم¼ (ومنه) ومن التشبيه المجمل (ما) أي: تشبيهٌ (ذُكِر فيه وصف المشبّه به وحدَه) كما في ½هم كالحَلْقة المفرغة...إلخ¼ (ومنه) أي: ومن التشبيه المجمل (ما) أي: تشبيهٌ (ذُكِر فيه وصفهما) أي: وصف الطرفين (كقوله) أي: قول أبي تمّام يمدح الحسن بن سهل (صَدَفْتُ) أي: أعرضتُ (عَنْهُ وَلَمْ تَصْدِفْ) أي: لم تنقطع (مَوَاهِبُهُ *) أي: عطاياه (عَـنِّيْ وَ) بعد ما صدفتُ عنه (عَاوَدَهُ ظَـنِّيْ) أي: رجائي


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229