عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

الجنسيّةَ إلاّ إذا تضمّن نوعَ وصفيّة كـ½حاتم¼, وقرينتها إمّا أمر واحد كما في قولك: ½رأيت أسدًا يرمي¼, أو أكثر كقوله: فَإِنْ تَعَافُوا الْعَدْلَ وَالْإِيْمَانَا * فَإِنَّ فِيْ أَيْمَانِنَا نِيْرَانَا, أو معانٍ مُلتئِمةٌ كقوله: وَصَاعِقَةٍ مِنْ نَصْلِهِ يَنْكَفِيْ بِهَا * عَلَى أَرْؤُسِ الْأَقْرَانِ خَمْسُ سَحَائِب, وهي باعتبار الطرفين قسمان لأنّ اجتماعهما في شيء إمّا ممكن نحو: ½أحييناه¼ في قوله تعالى: ﴿ أَوَ مَن كَانَ مَيۡتٗا فَأَحۡيَيۡنَٰهُ ﴾ [الأنعام:١٢٢], أي: ضالاًّ فهديناه ولْتُسَمَّ وِفاقيّةً, وإمّا ممتنع كاستعارة اسم المعدوم للموجود  

(الجنسيّةَ) المعتبرةَ في الاستعارة؛ إذ العلميّة تقتضي منع الاشتراك والجنسيّة تقتضي العموم (إلاّ إذا تضمّن) العَلَم (نوعَ وصفيّة) بأن كان صاحب العلم مشهورًا بوصف (كـ½حاتم¼) فإنه يشتهر بوصف الجود فيجوز أن يشبّه شخص به فيه ويطلق عليه كأن يقال ½رأيت اليوم حاتمًا¼ (وقرينتها) أي: قرينةُ الاستعارة المانعةُ عن إرادة المعنى الحقيقيّ (إمّا أمر واحد كما في قولك ½رأيت أسدًا يرمي) بالسهام¼ فالرمي بالسهام قرينة على أنّ المراد بالأسد الرجل الشجاع (أو) قرينتها (أكثر) من واحد يكون كلّ واحد منها قرينة (كقوله: فَإِنْ تَعَافُوا) أي: فإن تكرَهوا (الْعَدْلَ وَالْإِيْمَانَا * فَإِنَّ فِيْ أَيْمَانِنَا) أي: أيدينا (نِيْرَانَا) أي: سيوفًا كالنيران في اللمعان, وكلّ واحد من العدل والإيمان باعتبار تعلّق قوله ½تَعَافُوْا¼ به قرينة على أنّ المراد بالنيران السيوف (أو) قرينتها (معانٍ مُلتئِمةٌ) أي: مربوط بعضها ببعض يكون المجموع قرينة (كقوله) أي: قول البحتري (وَصَاعِقَةٍ) أي: ربّ نارٍ (مِنْ نَصْلِهِ) بيان لـ½صاعقة¼ أي: صاعقة هي حدّ سيف الممدوح (يَنْكَفِيْ) أي: ينقلبُ (بِهَا *) أي: بتلك الصاعقة, والباء للتعدية (عَلَى أَرْؤُسِ الْأَقْرَانِ) جمع القرن وهو المماثل (خَمْسُ سَحَائِب) أي: أصابعُه الخمسُ التي هي كالسحائب في الجود, هذا فاعل ½ينكفي¼, فقد استعار السحائب لأصابعه وذكرُ الصاعقة وكونُها حدَّ سيفه وانقلابُها على أرؤس الأقران وكونُ المنقلِب بها خمسًا مجموعها قرينة واضحة على أنّ المراد بالسحائب الأصابع (وهي) أي: الاستعارة (باعتبار الطرفين) أي: المستعار منه والمستعار له (قسمان لأنّ اجتماعهما) أي: اجتماع الطرفين (في شيء) واحد (إمّا ممكن نحو ½أحييناه¼ في قوله تعالى: ﴿ أَوَ مَن كَانَ مَيۡتٗا فَأَحۡيَيۡنَٰهُ ﴾ أي: ضالاًّ فهديناه) فقد استعير الإحياء للهداية وهما قد اجتمعا في الله سبحانه وتعالى فإنه المحي والهادي (ولْتُسَمَّ) هذه الاستعارة التي يمكن اجتماع طرفيها في شيء (وِفاقيّةً) للوِفاق بين الطرفين في الاجتماع في شيء (وإمّا ممتنع) معطوف على قوله ½إمّا ممكن¼ (كاستعارة اسم المعدوم للموجود) كاستعارة الميّت للضالّ في الآية المذكورة إذ لا يمكن اجتماع الموت والضلال في شيء,


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229